392

فأجابت أمه بلا تردد: إنه الشيطان يا بني! - حقا إنه الشيطان، ولكن أي شيطان؟!

19

وأعجب الشقيقان ضياء وعاشور بفتاتين من أعرق الأسر، فخطب ضياء سلمى الخشاب كريمة صاحب وكالة الخشب، كما خطب عاشور عزيزة العطار كريمة أكبر عطار في الحارة. وتبدى فائز في حفل الخطوبة في أبهة ملك الملوك.

ومضت الأيام مترقرقة بالسعد والإقبال.

20

وفي ذات ليلة جاء فائز في غير ميعاده.

كانت الأسرة مجتمعة في قاعة الجلوس، وثمة مدفأة كبيرة من النحاس تشتعل جمراتها. كانت الأم تسبح، وعاشور يدخن البوري، وضياء ينسطل، على حين عزفت في الخارج ريح باردة منذرة بالمطر.

جاء فائز في غير ميعاده؛ إذ كان يجيء عادة - إذا جاء - ‏ في الضحى مستعرضا أبهته ودوكاره. هب الجميع لاستقباله. وسرعان ما لاحظوا أن معجزة الأسرة فاتر النظرة متجهم الوجه. جلس على ديوان. أزاح العباءة عن منكبيه رغم شدة البرد. تساءلت بقلق: ما لك؟

فتمتم في خمول: لا شيء. - بل يوجد شيء يا بني!

فقال بلا مبالاة: وعكة.

نامعلوم صفحہ