أغمي على شمس الدين الناجي.
فتح عينيه فرأى تلالا حمرا فوقها سماء تقطر غبارا. غازلته ذكرى، وسرعان ما تلاشت. إنه يتنفس في كهف تسكنه اللامبالاة. ينحسر الضباب فيتراءى وجه عجمية ووجه سليمان. يدهمه الوعي بغلظة وضحكة صفراء. شم رائحة ماء الورد المتطايرة من عنقه ورأسه.
همست عجمية بوجه شاحب: هربت دمنا!
وسأله سليمان بصوت متهدج: بخير يا أبي؟
غمغم: الحمد لله.
ثم بنبرة المعتذر: حتى شمس الدين لا ينجو من المرض.
فقالت عجمية بحيرة: ولكنك لم تشك! - ما أبغض الشكوى إلي.
وبقلق تساءل: تسرب الخبر إلى الخارج؟ - كلا، غبت دقيقتين. - عظيم، لا يجوز أن يعرف الخبر، حتى الأبناء لا يجوز أن يعرفوا.
ونظر إلى سليمان وقال: ستنسى كل شيء عقب خروجك.
فحنى رأسه امتثالا، ولكن عجمية سألته: أنت بخير؟ - كل خير. - عند العطار وصفة ولا شك تفيدنا.
نامعلوم صفحہ