فزمجر شمس الدين: بكل قوتك يا سليمان!
وشعر شمس الدين بأنه يغالب السور العتيق، وأن أحجاره المترعة برحيق التاريخ تصكه مثل ضربات الزمن. وحمي الصراع حتى خال شمس الدين أنه يصد الجبل. منذ دهر لم يخض معركة. قوته راكدة في ظل سمعته الشامخة. تناسى أنه يدرب فلذة الكبد. الموت أهون من التراجع. ركبه عناد ذو عين واحدة . شد على عضلاته بالإصرار والكبرياء. رفع البنيان بين ذراعيه، ثم طرحه أرضا.
وقف يلهث ويتألم ويبتسم.
ونهض سليمان وهو يضحك قائلا: أنت الناجي الأصيل المقتدر.
راح شمس الدين يرتدي ثيابه. تنازعته انفعالات متضاربة. لا حزين هو ولا سعيد. غابت الشمس واستكن الهدوء الشامل بين يدي المساء.
47
جلس شمس الدين على الكنبة فلم يفارقه سليمان. لم يفارقه؟ هل يشي وجهه بآلامه؟ - لم لا تنصرف بسلامة الله؟
فتمتم سليمان: إني خجلان بما جرى. - اذهب مصحوبا بالسلامة.
أراد أن يكرر الأمر ولكنه صمت. لم يتحرك لسانه ونسي. أقبل الليل قبل موعده.
48
نامعلوم صفحہ