تَسَعُ البلادُ إذا أتيتُكَ زائرًا ... وإذا هجرتُكَ ضاقَ عنِّي المَقعَدُ
آخر:
ولو سرنا إليه في طريقٍ ... من النّيرانِ لم نَخَفِ احتراقَا
آخر:
وإنَّ محبًّا يَصرفُ البحرُ وجهَهُ ... أوْ النَّارُ عن أحبابِهِ لَمُلِيمُ
آخر:
إذا جئتُ مُشتاقًا إليكَ مسلِّمًا ... أرَى الأرضَ تُطوَى لي ويدنُو بعيدُها
وقال آخر:
لو قلتَ للسَّيلِ دعْ طريقكَ والمو ... جُ عليهِ كالهضبِ يَعتلجُ
لساخَ في التُّربِ لو لكانَ لهُ ... في سائِرِ الأرضِ عنكَ مُنعرجُ
وقال ابن قيس الرقيّات:
أمسلمٌ أنتَ البحرُ إنْ جاءَ طالبٌ ... وليثٌ إذا ما الحربُ طارَ عُقابُها
وأنتَ كمثلِ الهُنْدوانيّ إنْ عَرَتْ ... نوائبُ دهرٍ أوْ تَعَلَّى ضبابُها
فما خُلقتْ أكرومةٌ في ابنِ حرَّةٍ ... ولا خلَّةٌ إلاَّ إليكَ مآبُها
كأنَّكَ ديَّانٌ عليها مُوكَّلٌ ... بها وعلى كفَّيكَ يَجري حسابُها
وقال أبو زهير مسعود بن أبي قابوس قاضي زرنج:
سأرسِلُ في الآفاقِ بيتًا محَبّرًا ... إذا وَقَف الأشعارُ سارَ وما وَقَفْ
أقامَ النَّدَى والبأسُ والعلمُ والحِجَى ... بكلِّ مكانٍ قد أقامَ بهِ خَلَفْ
وقال أبو عيينة:
أقبيصَ لستَ وإنْ جهدتَ بمُدرِكٍ ... سعيَ ابنِ عمِّكَ في النَّدَى داودِ
داودُ محمودٌ وأنتَ مُذَمّمٌ ... عجبًا لذاكَ وأنتُما من عُودِ
فلرُبَّ عودٍ قدْ يُشَقُّ لمسجدٍ ... نصفًا وسائرُهُ لحَشّ يَهودِ
فالحَشُّ أنتَ وذاكَ شُقَّ لمسجدٍ ... كم بينَ موضعِ سَلْحَةٍ وسُجودِ
وقال آخر:
أبوكَ أبي والأُمُّ لا شكَّ واحدةٌ ... ولكنَّنا غُصنانِ آسٌ وخروَعُ
وقال آخر:
لو قيلَ للعبَّاسِ يا ابنَ محمَّدٍ ... قلْ وأنتَ مُخلّدٌ ما قالَهَا
ما إنْ تُعدُّ من المكارمِ خصلةٌ ... إلاَّ وجدتُكَ عمَّها أوْ خالَهَا
وإذا الملوكُ تجمَّعوا في مجلسٍ ... كانوا كوكبَها وكنتَ هلالَهَا
إنَّ السَّماحةَ لم تزلْ معقولةً ... حتَّى حللتَ براحتيكَ عقالَهَا
وقال ابن الرُّومي:
قالوا أبو الصَّقرِ من شَيبانَ قلتُ لهمْ ... كلاَّ لَعمرِي ولكنْ منهُ شَيبانُ
وكمْ أبٍ قد عَلا بابنِ ذُرَى شرفٍ ... كما عَلا برسولِ الله عدنانُ
وقال أيضًا:
وإنَّ عُبيدَ الله للنَّاسِ عِصمةٌ ... بأيديهمُ منها عُرًى لا تُفصَّمُ
وما كانَ لاستصغارِهِ صُغِّر اسمُهُ ... أبَى ذاك من معناهُ فَخْمٌ مُفخّمُ
ولكنَّ أسماءَ الأحبَّةِ لم تَزَلْ ... تُصغّرُ في أهليهمُ وتُرخّمُ
وقال آخر:
قايَسْتُ شطرَ فَعالِها بجمالهَا ... فإذا الأمانةُ بالخيانةِ لا تَفِي
والله لا لاحظتُها ولوَ انَّها ... كالبدرِ أوْ كالشَّمسِ أوْ كالمكتَفِي
وقال الحطيئة:
قومٌ إذا عَقدُوا عَقْدًا لجارهمُ ... شدُّوا العِناجَ وشدُّوا فوقَهَا الكَرَبا
قومٌ همُ الأنفُ والأذنابُ غيرهمُ ... ومَنْ يُسوِّي بأنفِ النَّاقةِ الذَنَبا
وله أيضًا:
ماذا تقولُ لأفراخٍ بذِي مَرَخٍ ... حُمْرِ الحواصِلِ لا ماءٌ ولا شَجَرُ
ألقيتَ كاسبَهم في جوفِ مظلمةٍ ... فاغفرْ عليكَ سلامُ اللهِ يا عمَرُ
أنتَ الإمامُ الَّذي من بعدِ صاحبه ... ألقَى إليه مقاليدَ النُّهَى البَشَرُ
ما آثروكَ بها إذْ قدَّموك لها ... لكنْ لأنفُسِهم كانتْ بكَ الخِيَرُ
وقال حمزة بن أحمد الزوزني:
أنلنِي يا حليفَ المجدِ سُؤْلِي ... ولا تنظُرْ إلى ثقْلِ الرَّسولِ
فإنَّ ضرورةَ الأيَّامِ تُلجِي ... أحايينًا إلى الرَّجلِ الثَّقيلِ
وله:
إنْ لمْ تُغيِّرْ رسمَ حكمٍ جائرٍ ... ممَّن عزلتَ فأينَ فضلُ العازِلِ
وله:
لمْ أزلْ قائلًا بفضلكَ في السَّ ... رَّاءِ فانظرْ إليَّ في الضَّرَّاءِ
وله:
فإذا حُبستُ وفَكُّ حبسِي ممكنٌ ... ففعلتَ عنِّي كنتَ أنتَ الحابسَا
وقال آخر:
سجدتْ لطيبِ زمانكَ الأزمانُ ... وتضاءلتْ في وزنِكَ الأوزانُ
1 / 38