وقال إسماعيل بن عبَّاد، الصَّاحب:
قالوا ربيعُكَ قد قَدِمْ ... فلكَ البِشارَةُ بالنِّعَمْ
قلتُ الرَّبيعُ أخو الشِّتا ... ءِ أم الرَّبيعُ أخو الكَرَمْ
قالوا الَّذي بنَوَالِهِ ... أمِنَ الفقيرُ أذَى العَدَمْ
قلتُ الرَّئيسُ ابنُ العَمِي ... دِ إذًا فقالوا لي نَعَمْ
وقال المتنبّي:
خليليَّ إنِّي لا أرَى غيرَ شاعرٍ ... فمنه ليَ الدَّعوَى ومني القَصَائدُ
فلا تعجَبَا إنَّ السُّيوفَ كثيرةٌ ... ولكنَّ سيفَ الدَّولةِ اليومَ واحدُ
وقال العطوي:
إنَّ البرامكةَ الكرامَ تَعَوَّدُوا ... فعلَ الحميدِ فَعَوَّدوهُ النَّاسَ
وإذا همُ صنعوا الصّنائعَ في الوَرَى ... جَعَلوا لها طولَ البقاءِ لِباسَا
وقال آخر:
ذهبَ الذينَ يُعاشُ في أكنافِهِم ... وزمانُنا هذا زمانٌ فاسدُ
وبقِي علَى ظهرِ البَسيطةِ واحدٌ ... يُعطِي الجزيلَ وأنتَ ذاكَ الواحدُ
وقال آخر:
إنَّ المطايا تَشتكيكَ لأنَّها ... قَطَعتْ إليكَ سَبَاسِبًا ورِمالا
وإذا وردْنَ بنا وردْنَ خفائفًا ... وإذا صدرْنَ صدرْنَ عنكَ ثِقالا
وقال أبو منصور المديحيّ:
يَرَى العارَ أنْ يُعطي إذا سُئلَ النَّدَى ... وأنْ يتلقَّى المعتَفي بمواعِدِ
ولكنَّ للعافِي بُدورًا مُعَدَّةً ... لديهِ ومُلقاةً مكانَ الوسائِدِ
وقال القاضي التنوخي:
يَفديهِ من نُوَبِ الزَّمان مَعَاشرٌ ... أحرارُهُم لا يلحقونَ بهبدِهِ
أبدتْ مقابحَهم محاسنُ فعلِهِ ... والضِدُّ يُعرفُ فضلُهُ في ضدّهِ
ما كنتُ أعرفُ قدرَ ما خُوِّلتُهُ ... من قُربه حتَّى رُميتُ ببعدِهِ
وقال أبو نواس الحسن بن هانئ:
رُفِعَ الحجابُ لنا فلاحَ لناظرٍ ... قمرٌ تَقطَّعُ دونَهُ الأوهامُ
ملكٌ أغرُّ إذا شرِبْتَ بوجهِهِ ... لم يُروِكَ التَّبجيلُ والإعظامُ
داوَى به اللهُ القلوبَ من الجَوَى ... حتَّى تُركنَ وما بهنَّ سَقَامُ
سَبْطُ البَنَانِ إذا احتبَى بنجادِهِ ... غمرَ الجماجمَ والسِّماطُ قِيامُ
وقال آخر في طبيب:
إذا سَقَامٌ أتاكَ نازلهُ ... فادْعُ أبا جعفرٍ لنازلهِ
يعرفُ ما يَشتكيه صاحبُه ... كأنَّما جالَ في مفاصلهِ
أنشدني محمد بن خالد العَبْقَسيّ:
وكنتُ جليسَ قعقاعِ بن شَوْرٍ ... ولا يَشقى بقعقاعٍ جَليسُ
ضحوكُ السّنِّ إن نطقوا بخير ... عند الشّرِّ مِطراقٌ عَبوسُ
وقال بكر بن النطَّاح:
أقولُ للدَّهرِ وقد عضَّني ... منه بأنيابٍ وأضراسِ
يا دهرُ إنْ أبقيتَ لي مالكًا ... فاذْهبْ بما شئتَ من النَّاسِ
ما النَّاسُ إلاَّ مالكٌ وحدَهُ ... غيرُ خُشاراتٍ ونَسْناسِ
وقال آخر:
بَهجاتُ الثِّيابِ يُخلِقُها الدَّهْ ... رُ وثوبُ الثَّناءِ غضٌّ جديدُ
فاكْسِنِي ما يَبيدُ أصلحكَ اللهُ ... فإنِّي أكسوكَ ما لا يَبيدُ
وقال آخر:
يا أيُّها الملكُ النَّائي برؤيتِهِ ... ونيلُهُ من مُرجّى نيلِهِ كثَبُ
ليسَ الحجابُ بمقصٍ عنكَ لي أملًا ... إنَّ السَّمَاءَ تُرجَّى حينَ تحتجِبُ
وقال أعرابيّ لأمير وعنه فصّاد يريد فصده:
يا فاصدًا عن يدٍ جلَّتْ أياديهَا ... ونالَ منها الَّذي يَبغيهِ راجيهَا
يد النَّدَى هيَ فارفقْ لا تُرِقْ دَمَها ... فإنَّ أرزاقَ طلاّبِ النَّدَى فيها
أنشد أبو عمرو بن العلاء عمرو بن عبيد:
ولا يرهبُ ابنُ العمِّ ما عِشْتُ صَولتي ... ولا يتَّقِي من صولةِ المُتَهدِّدِ
وإنِّي إذا أوعدتُهُ أوْ وعَدتُهُ ... لمخلفُ إيعادي ومنجزُ مَوعِدِي
وقال آخر:
وإذا أتيتُكَ زائرًا متشوِّقًا ... قَصُرَ الطَّرِيقُ وطالَ عندَ رجُوعِي
فأظلُّ مسرورًا بقربكَ ساعةً ... ويَبيتُ همِّي بعدَ ذاكَ ضَجيعِي
وقال قائل:
قد قصدناكَ مِرارًا ومِرارًا ومِرارا ... فوجدناكَ كمثلِ البدرِ لا يبدُو نَهَارا
آخر:
أرَى الطَّرِيقَ قريبًا حينَ أسلكُهُ ... إلى الحبيبِ بعيدًا حينَ أنصرفُ
آخر:
1 / 37