حج اور عمرہ
كتاب الحج والعمرة
اصناف
يذكر الأصحاب الشرب من ماء زمزم عقيب طواف القدوم، والذي في الخبر الطويل المشهور في صفة حج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي رواه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شرب منها عقيب طواف الزيارة، حيث قال: (( فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال: (( انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم ))، فناولوه دلوا فشرب.))، وعلى كل حال فقد دلت الأدلة على استحبابه، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (( ماء زمزم لما شرب له ))، أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد وأحمد وابن ماجه وابن أبي شيبة والبيهقي والدارقطني والحاكم، وصححه المنذري وغيرهم عن جابر رضي الله عنه. وأخرج الدارقطني والحاكم عن ابن عباس قال: قال رسول الله عليه وآله وسلم: (( ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته ليشبعك أشبعك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هزمة جبريل، وسقيا اسماعيل )). قال:(( فكان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء.)). وأخرج الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (( إذا شربت منها فاستقبل القبلة، واذكر اسم الله،وتنفس ثلاثا، وتضلع منها، فإذا فرغت فاحمد الله، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم )) ))، والتضلع: الامتلاء. وعن ابن عباس أن رسول الله عليه وآله وسلم جاء إلى السقاية فاستسقى، فقال العباس: (( يا فضل، اذهب إلى أمك فأت رسول الله عليه وآله وسلم بشراب من عندها، فقال: (( اسقني ))، فقال: يا رسول الله، إنهم يجعلون أيديهم فيه. فقال: (( اسقني ))، فشرب، ثم أتى زمزم وهم يستسقون ويعملون فيها فقال: (( اعملوا فإنكم على عمل صالح )). ثم قال: (( لولا أن تغلبوا، لنزلت حتى أضع الحبل )) ))، يعني على عاتقه، أخرجه البخاري.
وفي بعض الروايات أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم: (( اسقونا مما تسقون منه المسلمين ))، لما أرادوا أن يأتوا له بشراب من البيت. قال الإمام الهادي عليه السلام في الأحكام: (( ثم يدخل إن أحب زمزم، فإن في ذلك بركة وخيرا، فيشرب من مائها ويطلع في جوفها ويقول: اللهم إنك أظهرتها وسقيتها نبيك اسماعيل رحمة منك به يا جليل، وجعلت فيها من البركة ما أنت أهله، فأسألك أن تبارك لي فيما شربت منها، وتجعله لي دواء وشفاء ينفعني من كل داء، وتسلمني به من كل رداء، إنك سميع الدعاء، مستجيب من عبادك لمن تشاء.))، انتهى.
وعن ابن المبارك أنه استسقى شربة من زمزم، فشرب مستقبل الكعبة وقال: (( اللهم إن ابن أبي الموالى حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ماء زمزم لما شرب له، وهذه شربة لعطش يوم القيامة.)). وابن أبي الموالي: قال السيد صارم الدين: (( هو علامة الشيعة عبد الرحمن بن أبي الموالي، ضربه المنصور الدوانيقي ليدل على محمد بن عبد الله عليهما السلام فلم يفعل، روى عنه البخاري صلاة الاستخارة))، انتهى.
ويستحب أن يرش على رأسه وبدنه منه، قال في الجامع الكافي: (( وأما الغسل منها على جهة التبرك فلا بأس، فقد صب النبي صلى الله عليه وآله وسلم دلوا من مائها.))، انتهى. وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما شرب صب على رأسه. وعن علي عليه السلام أنه صلى الله عليه وآله وسلم دعا بسجل من زمزم فشرب منه وتوضأ.
صفحہ 96