فيقول العبد المفتقر إلى ربه الملك المقتدر مجد الدين بن محمد بن منصور الحسني المؤيدي - غفر الله لهم وللمؤمنين - أنه كثر الطلب من جماعات من العلماء العاملين والإخوان المؤمنين لتأليف كتاب جامع في مذاهب أئمة العترة، مع الإشارة حسب الإمكان إلى مذاهب سائر علماء الأمة. والمعلوم أن المناسك كثيرة الأعداد، لكنهم لم يجدوا ما هو واف بالمراد، وما زالت الأسئلة تتوارد في كل عام ييسر الله سبحانه فيه الحج والاعتمار إلى حرم الله عز وجل والوصول إلى حرم رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. والله أسأل وبجلاله أتوسل أن يرزقنا اتباع هديه، واقتفاء آثاره، واقتباس أنواره، والفوز بشفاعته ومرافقته، فاستخرت الله تعالى وترجح الإسعاد وسيكون إن شاء الله تعالى على طريقة الإيجاز، مع استكمال المراد وذكر المختار، مؤيدا بالدليل فيما اختلفت فيه الأقاويل، وما أطلقته فهو المذهب المقرر. وأستغني بذلك عن العلامة المعروفة للتقرير، وقد كان افتتاح التأليف بالحرم الشريف ولله المنة، سائلا منه جل شأنه التوفيق إلى منهج الكتاب والسنة، ودفع كل فتنة، وكشف كل محنة، إنه قريب مجيب. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
.
صفحہ 6