حج اور عمرہ
كتاب الحج والعمرة
اصناف
يستحب دخول الكعبة المشرفة، وقد سبق ذكر دخوله صلى الله عليه وآله وسلم في استلام الأركان. وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: (( من دخل البيت دخل في حسنة، وخرج من سيئة، وخرج مغفورا له. ))، رواه في الشفاء عن بلال، وأخرجه الطبراني والبيهقي عن ابن عباس. وفي فضل الطواف والصلاة والنظر إليه، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن لله عز وجل في كل يوم عشرين ومائة رحمة تنزل على هذا البيت، فستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين. ))، رواه في الشفاء. قال في تخريجه للضمدي أخرجه الطبراني والحاكم في الكنى وابن عساكر. وفي الشفاء روى أبو أمامة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( تفتح أبواب السماء وتستجاب دعوة المسلم عند رؤية الكعبة. ))، قال في التخريج: أخرجه الطبراني مع زيادة ولفظه: تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند الصلاة، وعند رؤية الكعبة. وأخرج ابن ماجه عن عبد الله بن عمر قال: (( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( من طاف بالبيت وصلى ركعتين كان كعتق رقبة )). وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( يحشر الحجر الأسود يوم القيامة وله عينان ولسان، يشهد لمن استلمه بحق. ))، أخرجه البيهقي بلفظ: (( ليبعثن الحجر يوم القيامة...))، الحديث. وقد صح في الجامع عن محمد بن منصور: (( بلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه دخل الكعبة مرة واحدة لا قبلها ولا بعدها، وبسط رداءه في البيت، فمشى عليه إجلالا للبيت.))، وقد صح أنه صلى الله عليه وآله وسلم دخله في الفتح ولم يدخله في العمرة، واختلف في دخوله في الحج. وقد صح أن حجر اسماعيل عليه السلام من البيت، فهو يكفي لمن تعسر عليه الدخول، والأولى تركه إن أدى إلى أذية الزحام خصوصا النساء، وعن عائشة قالت: (( كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدي فأدخلني الحجر، فقال لي: صلي في الحجر إذا أردت دخول البيت فإنما هو قطعة من البيت، ولكن قومك استقصروا حين بنوا الكعبة، فأخرجوه من البيت.))، أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي، وقال: حديث صحيح.
قلت: وهذا يفيد أنه كله من البيت، ولما يحصل من الزحام قل من يحاول الدخول من العلماء، وإنما يدخله منهم من صادف فراغا وهو نادر. فإن تيسر دخوله فليفعل ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه صلى ركعتين بين العمودين، وقد استدل بذلك على جواز الصلاة بين السواري في غير جماعة، وكان البيت على ستة أعمدة، فجعل عمودا عن يساره، وعمودين عن يمينه، وثلاثة وراءه وصلى. وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم جلس فحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره وكبر وهلل، ثم قام إلى ما بين يديه من البيت، فوضع صدره عليه وخده ويديه، ثم هلل وكبر ودعا، ثم فعل ذلك بالأركان كلها، ثم خرج... إلى آخره. وليقل حال الدخول: (( اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحينا بالسلام. ))، رواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجامع الكافي عند دخوله. ويحسن أن يقول: (( اللهم صل على محمد رسولك الأمين وآله الطاهرين. اللهم إنك وعدت من دخل بيتك الأمن، وأنت خير من وفى. اللهم فاجعل أماني أن تكفيني كل ما أهمني من أمر آخرتي ودنياي، واغفر لي ولوالدي ولمن ولدا يا أرحم الراحمين.)).
صفحہ 108