الباشا (لعيسى بن هشام) : «هلم إلى مساعدته في نداء القواس.»
قال عيسى بن هشام: فقلت في نفسي: كيف أنادي البوليس وأنا أحمد الله على سكوته وسكونه، وهو بمقربة منا لا يكترث بنداء المستغيث، ثم التفت إلى الباشا وقلت له: إن البوليس هو الذي تراه أمامنا وليس يفيد فيه الآن صياح أو نداء فإنه مشتغل ببائع الفاكهة كما ترى، ولما لمح المكاري البوليس أمامه أسرع إليه وتبعه من تجمع حولنا من النظارة، فوجدوه واقفا، وفي يده منديل أحمر قد امتلأ بأصناف متنوعة مما جمعه في صباحه من باعة الأسواق في محافظته على «النظام»، وهو لاه بصاحب الدكان يأمره أن يضع في داخلها ما عرضه في خارجها من «عيدان القصب»، وفي يده عود منها يهدده به ويهزه في وجهه هزة الرمح، ثم هو يضاحك من جهة أخرى طفلا على كتف امرأة ويناغيه، حتى إذا أقبلنا نحوه أقبل علينا والمنديل في يد «وعود القصب في الأخرى».
البوليس (للجمع) :
ما هذا الصياح في الصباح، وما هذا النداء وما هذا العناء، كأن كل واحد من الأهالي يجب أن يكون له واحد من البوليس خاص بخدمته!
المكاري :
أغثني «يا سعادة الجاويش» فإن هذا الرجل ضربني ولم يعطني أجرتي، وأنت تعرفني في هذا «الموقف» وتعرف أنني لست ممن يتشاجر أو يتخاصم.
الباشا :
خذ أيها القواس هذا السفيه وضعه في السجن حتى يأتيك أمري فيه.
البوليس للمكاري :
من أين ركب معك هذا الرجل «يا مرسي»؟
نامعلوم صفحہ