129
وأرضاهم، ثم وجدوا بعد أن انصرفوا يريدون مصر كتابا من عثمان عليه خاتمه إلى أمير مصر: إذا أتاك القوم فاضرب رقابهم، فعادوا به إلى عثمان فحلف أنه لم يأمر ولم يعلم، قالوا: إن هذا عليك شديد يؤخذ خاتمك بغير علمك وداخلتك فإن كنت قد غلبت على أمرك فاعتزل، فأبى أن يعتزل وأن يقاتلهم ونهى عن ذلك وأغلق بابه، فحوصر عشرين يوما وهو في الدار في ستمائة رجل ثم دخلوا عليه في دار بني حزم الأنصاري فضربه نيار بن عياض الأسلمي بمشقص في وجهه فسال الدم على المصحف في حجره، ثم أخذ محمد بن أبي بكر بلحيته فقال: دع لحيتي ثم أجهزوا عليه.
قال الفرزدق في رثائه:
عثمان إذ قتلوه وانتهكوا
دمه صبيحة ليلة النحر
وقال آخر:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به
يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
وقد حج عثمان بن عفان بالناس عشر سنين متوالية، وكان حسن الوجه رقيق البشرة كث اللحية أسمر كثير الشعر، بين الطويل والقصير وكان في قريش محببا، قال ابن قتيبة: «كان لعثمان بن عفان من الأولاد: عبد الله الأكبر وأمه فاختة بنت غزوان، وعبد الله الأصغر وأمه رقية بنت رسول الله، وعمر وأبان وخالد وعمرو وسعد والوليد والمغيرة وعبد الملك وأم سعيد وأم أبان وأم عمر وأم عائشة.»
وعثمان بن عفان أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض، وأحد الخلفاء الراشدين، وأحد السابقين إلى الإسلام، وأحد المنفقين في سبيل الله الإنفاق العظيم، وأحد أصحاب رسول الله. •••
نامعلوم صفحہ