قالت: ولماذا الفرار؟
فاستغرب سؤالها وقال: ما هذا السؤال؟ ألا نفر من هذه الهوة؟
قالت: أتحسب الاقتران بالخليفة هوة؟! وضحكت.
فازداد استغرابا ولكنه حسبها تمزح فقال لها: صدقت، إن الاقتران بالخلفاء سعادة، هيا بنا نحمل أمتعتنا وننصرف قبل أن تداهمنا تلك السعادة.
فقالت: كيف نفر من سعادة يتمناها كل إنسان؟! أم تحسبني أمزح؟!
قال: لا أشك في أنك تمزحين.
قالت: كلا إنما أقول الجد، ومتى رأيتني أزف إلى الخليفة، عرفت أني أجد ولا أهزل.
فلم يصدق قولها وظل يحسبها تعبث فقال: دعينا من المجون الآن فإن الوقت قصير. هلم بنا نرحل، وأرى أن نخرج منفردين، وإذا رأينا حمل الأمتعة يدعو إلى شبهة تركناها.
قالت: إذا شئت الخروج فاخرج. أما أنا فإني أنتظر وفد الخليفة لأسير إليه.
فقال: دعينا من المجون يا سلمى فليس هذا وقته.
نامعلوم صفحہ