فتوحات مکیہ
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
ناشر
دار إحياء التراث العربي
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
1418هـ- 1998م
پبلشر کا مقام
لبنان
دلائل دلت على صانع . . . قد قهر الكل بإحكامه قد وقف الصفي الولي أبقاه الله على سبب بدء العالم في كتابنا المسمى بعنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب وفي كتابنا المسمى بإنشاء الدوائر الذي ألفنا بعضه بمنزله الكريم في وقت زيارتنا إياه سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ونحن نريد الحج فقيد له منه خديمه عبد الجبار أعلى الله قدره القدر الذي كنت سطرته منه ورحلت به معي إلى مكة زادها الله تشريفا في السنة المذكورة لا تممه بها فشغلنا هذا الكتاب عنه وعن غيره بسبب الأمر الإلهي الذي ورد علينا في تقييده مع رغبة بعض الإخوان والفقراء في ذلك حرصا منهم على مزيد العلم ورغبة في أن تعود عليهم بركات هذا البيت المبارك الشريف محل البركات والهدى والآيات البينات وأن نعرف أيضا في هذا الموضوع الصفي الكريم أبا محمد عبد العزيز رضي الله عنه ما تعطيه مكة من البركات وأنها خير وسيلة عبادية وأشرف منزلة جمادية ترابية عسى تنهض به همة الشوق إليه وتنزل به رغبة المزيد عليه فقد قيل لمن أوتي جوامع الكلم وكان من ربه في مشاهدة العين أدنى من قاب قوسين ومع هذا التقريب الأكمل والحظ الأوفر الأجزل أنزل عليه ' وقل رب زدني علما ' ومن شرط العالم المشاهد صاحب المقامات الغيبية والمشاهد أن يعلم أن للأمكنة في القلوب اللطيفة تأثيرا ولو وجد القلب في أي موضع كان الوجود الأعم فوجوده بمكة أسنى وأتم فكما تتفاضل المنازل الروحانية كذلك تتفاضل المنازل الجسمانية وإلا فهل الدر مثل الحجر إلا عند صاحب الحال وأما المكمل صاحب المقام فإنه يميز بينهما كما ميز بينهما الحق هل ساوى الحق بين دار بناؤها لبن التراب والتبن ودار بناؤها لبن المسجد واللجين فالحكيم الواصل من أعطى كل ذي حق حقه فذلك واحد عصره وصاحب وقته وكثير بين مدينة يكون أكثر عمارتها الشهوات وبين مدينة يكون أكثر عمارتها الآيات البينات .
صفحہ 146