139

Foundations and Methods of Da'wah 1 - Al-Madinah University

أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة

ناشر

جامعة المدينة العالمية

اصناف

السبب الأول: أنّ القوم استضعفوه وكادوا يقتلونه. السبب الثاني: خشيته تفرّق بني إسرائيل، وحدوث شقاق وفتنة بينهم. ثالثًا: أنه لا ينبغي للدّاعية أن يغمض عينه عمّا يدور حوله من المنكَرات، بل يجب عليه أن يكشف عن أضرارها وأخطارها؛ وهذا ما فعَله هارون ﵇ بالموعظة. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي﴾ (طه:٩٠). رابعًا: أنه في حالة خروج إزالة المُنكَرات عن قدرات الدّاعي وسلطاته، فلينتظرْ حتّى يأتي مَن هو أقدر منه ليتولّى الأمْر من واقع إمكاناته؛ وهذا ما فعَله هارون ﵇ حينما وجَد أنّ قدراته لا تمكِّنه من إزالة العِجل الذي اتّخذوه إلهًا، فانتظر حتى رجع موسى ﵇ من مناجاة ربه. خامسًا: عدم التّسرّع في إلقاء اللّوم على الدعاة لتقصيرهم، دون الوقوف على أسباب هذا التقصير؛ فحينما استمع موسى ﵇ لأخيه هارون، وتبيّن له وجهة نظره، دعا الله له ولأخيه أن يغفر لهما قال تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (الأعراف:١٥١). سادسًا: ينبغي أن يُحافَظ على هيبة الدّعاة وعدم النيْل منهم أمام الناس أو عبر وسائل الإعلام، حتى لا تسقط مكانتهم في المجتمع؛ وهذا ما أشار إليه هارون ﵇ بقوله لموسى ﵇ ﴿فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (الأعراف:١٥٠). سابعًا: عدم القيام بالدعوة في حالة الانفعال والغضب والثورة؛ وهذا ما فعَله موسى ﵇. قال تعالى: ﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾ (الأعراف:١٥٤).

1 / 154