عربی فکر حدیث
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
اصناف
ولا يضار كاتب ولا شهيد .
وهذه الأمم الموفقة خصصت منها جماعات باسم مجالس نواب وظيفتها السيطرة والاحتساب على الإدارة العمومية السياسية، وذلك منطبق تماما على ما أمر به القرآن الكريم في آية:
ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر . وفي كمالة هذه الآية، وهي:
وأولئك هم المفلحون ، من التبجيل ما يحمل نفوس الأبرار على تحمل مضض القيام بهذه الوظيفة الشريفة في ذاتها، الممقوتة طبعا عند المستبد وأعوانه.
ليس من الغريب أن يقول الكواكبي هذا القول وهو يعلم أن النتائج التي تستقر عندها أفكار المتكلمين «في مسائل السياسة وطبائع الاستبداد خاصة» إنما هي نتائج متحدة المدلول مختلفة التعبير بحسب اختلاف المشارب والأنظار في الباحثين:
فيقول المادي: الداء القوة، والدواء المقاومة. ويقول السياسي: الداء استعباد البرية، والدواء استرداد الحرية. ويقول الحكيم: الداء القدرة على الاعتساف، والدواء الاقتدار على الاستنصاف. ويقول الحقوقي: الداء تغلب السلطة على الشريعة، والدواء تغلب الشريعة على السلطة. ويقول الرباني: الداء مشاركة الله في الجبروت، والدواء توحيد الله حقا.
هذه أقوال أهل النظر. وأما أهل العزائم، فيقول الأبي: الداء مد الرقاب للسلاسل، والدواء الشموخ عن الذل. ويقول الشهم: الداء التعالي على الناس باطلا، والدواء تذليل المتكبرين. ويقول المتين: الداء وجود الرؤساء بلا زمام، والدواء ربطهم بالقيود الثقال. ويقول المفادي: الداء حب الحياة، والدواء حب الموت.
فإذا تلاقت عند أدبائنا ومفكرينا صفوة من التراث القديم بصفوة من الثورة الفرنسية ومبادئها، فذلك طبيعي ما دام التراث القديم قد استهدف عدل الحكومات وحرية الناس ورقيهم، وما دامت الثورة الفرنسية وأدباؤنا ومفكرونا قد استهدفوا أيضا عدل الحكومات وحرية الناس ورقيهم.
5 «أنا الشرق قد جئتك يا فتى الغرب رفيقا!» هي كلمة لأمين الريحاني في مناسبة ما. وبالطبع إنها رفقة على صعيد المساواة؛ رفقة في سبيل عدل الحكومات وحرية الناس ورقيهم. وهكذا يلتقي الشرق والغرب ويبقى شعر الشاعر كبلنغ سطرا في كتاب.
6
نامعلوم صفحہ