القرآن الكريم يحتاج منا لمنهج فهم
إذن فالقرآن الكريم يحتاج لمنهج في الفهم غير هذا الفهم الذي يجر هذه المقولات الباطلة التي يضيع معها الإسلام كله، فلا يجوز أن نأخذ آية واحدة ونفهمها فهما خاطئا نضرب بهذا الفهم كل القرآن الكريم وقواطع الإسلام خصوصا إذا كان استدلالنا خاطئا وناتجا عن قصور في فهم اللغة وفهم المنهج القرآني نفسه، وفهم دلالات الخطاب، والأصل أن من أطاع الله ورسوله فهو موعود بالجنة، ومن أساء وعصى فهو موعود بالنار، سواء كان هذا المطيع أو هذا العاصي صحابيا أو تابعيا ممن رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ممن لم يره، فالمسلم يستطيع أن يحكم على سيرة الشخص من هذا المنظار (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)، فمن قتل النفس التي حرم الله مثلا فهو آثم ويشمله الوعيد حتى وإن كان صحابيا فكيف إذا كان مشكوكا في إسلامه أصلا ومتهما من بعض أهل بدر بالنفاق أو الفسق والظلم على أقل تقدير.
ثم في الآيتين الكريمتين لو نظر لهما شيخنا الفاضل نظرة متأنية لوجد صفات ليست متحققة إلا في صفوة الصحابة مثل:
الشدة على الكفار.
التراحم بينهم.
الإكثار من الصلاة.
سيماهم في وجوههم.
الإنفاق.
القتال.
فهذه الصفات ونحوها من الإنفاق والصبر والهجرة والعبادة والإيثار... إلخ كانت صفات المهاجرين والأنصار ومن في حكمهم وليست صفات الأعراب ولا الطلقاء ولا المترددين في إسلامهم الذين اضطر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتألفهم بالنوق والأغنام.
وإذا لم نفصل بين السابقين والتابعين ثم نقسم التابعين إلى تابعين بإحسان وتابعين بغير إحسان ومتوقف في حسن أتباعهم، إذا لم نفعل هذا فلن نعرف مواطن القدوة والتأسي ولن نعرف كيف سار هذا التاريخ وماذا حمل من خير وشر؛ وبالتالي لن نستطيع فهمه ولا قراءته وقراءة ما حمله لنا قراءة صحيحة.
صفحہ 26