المقال الثالث الأمر أخطر من عبد الله بن سبأ
في البداية أرجو ألا يظن القارئ أنني من خلال هذه المقالات أني أريد الرد على الدكتور العودة وإنما أريد مخاطبة القارئ من خلال هذا الحوار مع الدكتور العودة فأنا لم أتيقن حقيقة معنى الآية الكريمة:{إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}[القصص:56] إلا بعد الحوار مع الدكتور العودة والهداية مستويات فهناك هداية إلى الإسلام فهذه لا أقصدها هنا وإنما أقصد الهداية للصواب أو الاتفاق على منهج أو (إمساك أول الخيط) كما يعبر بعض الأخوة فكل نقاط الالتقاء (وهي بداية الهداية) أعترف أني الآن على يأس أن ألتقي مع الدكتور العودة في واحدة منها لأنه يخرج عن الموضوع كثيرا ويرفض كل التنازلات التي قدمتها في سبيل الوصول إلى الحقيقة أو الاتفاق على تحديد الموضوع فقد أجاد في تشتيت الموضوع وهذا التشتيت أسلوب متبع عند كثير من الأخوة الذين يشعرون أن الأدلة (تحاصرهم) على حد تعبير الدكتور! وأنا حقيقة محتار بين أن أعذر هؤلاء الأخوة كالدكتور العودة وغيره ممن اختلفت معهم وبين أن أخشن لهم القول فكان يتجاذبني (العذر الجميل والعتب الشديد) فاخترت الاعذار مني لهم لأنهم كانوا (ضحية منهج) ولم يكن لهم دور في اختيار هذا المنهج ولا اختار تعلمه وهذا المنهج قديم من أيام الصراعات بين المذاهب الإسلامية عقدية كانت أو فقهية أو حديثية فهذا المنهج هو الذي لقن لهؤلاء الأخوة هذه السمات السلبية كالتعصب والتشنج في الطرح والهجوم على صاحب الفكرة واتباع الظنون واتهام النيات وعدم فهم الكلام واستحلال بتر النصوص وتحريف الأقوال واستثارة العواطف والميل الشديد إلى تبديع الآخرين وتكفيرهم وإظهارهم بمظهر (المتآمر) إلى آخر هذا العقد التدميري.
صفحہ 64