رابعا: تلك الروايات التي نقلها الدكتور العودة من تاريخ دمشق خلط بينها خلطا كبيرا وجعلها كلها في (عبد الله بن سبأ!!) وهذا استغفال واضح للقراء لان تلك الروايات وغيرها تنقسم من حيث المتن إلى عدة أقسام:
روايات تذكر عبد الله بن سبأ باسمه صريحا.
روايات ليس فيها تصريح بابن سبأ وإنما تذكر (الحميت الأسود).
وروايات فيها عبد الله بن وهب السبئي.
وروايات فيها ابن السوداء.
وروايات فيها عبد الله السبئي.
وروايات فيها عبد الله بن حرب.
وروايات فيها ذكر السبئية.
أقول: فهذا هو التصنيف الواجب ذكره من حيث المتن ويجب التفريق بينها من البداية والبحث بعد ذلك هل المراد بالحميت الأسود وعبدالله بن وهب و...الخ، هل المراد من هؤلاء كلهم: عبد الله بن سبأ أم لا؟!
هل السبئية يراد بها التابعون لعبد الله بن سبأ في العقائد أم أنها لفظة تحقيرية للمعارضة كما يرى الدكتور الهلابي أم أنها فرقة دينية لا دخل لها بالسياسة ولا بالأحداث التي زعمها سيف بن عمر لرأس هذه الطائفة... وهكذا.
بمعنى أنه يجب على الباحث الذي يزعم أنه بحث المسألة (بحثا علميا) أن يثبت للقراء أن (المتون) تتحدث عن (شخصية واحدة) وليس عن شخصيات مختلفة أو ألفاظ غير دالة وأنا هنا لا أقول أن تلك المتون تتحدث عن شخصية واحدة ولا أقول أنها تتحدث عن شخصيات مختلفة وأرجيء هذا للدراسة لكن الدكتور كان من واجبه إثبات أن تلك الروايات يراد بها (عبد الله بن سبأ) ويثبت متى جاء تفسيرها بهذا!! ومن قال به؟ ومن سبقه إلى ذلك؟
خامسا: قوله بأن تلك الروايات (لا ينتهي سندها إلى سيف)!! قول غريب! فروايات سيف نفسها (لا ينتهي سندها إلى سيف)! وإنما إلى شيوخه أو إلى شيوخ شيوخه! أو غيرهم فالدكتور العودة بحاجة إلى معرفة (معنى انتهاء في السند).
صفحہ 11