ومن السوريين الصحفيين سليم الحموي, صاحب جريدة "الكوكب الشرقي" سنة 1783، ولكنها كانت قصيرة العمر, ومنهم سليم وبشارة تقلا، وقد أصدرا "الأهرام" بالإسكندرية سنة 1875, وقد لاقت أول أمرها عقبات جمة، # ثم نالت حظا كبيرا من الرواج، وكانت تصدر أسبوعيا في بدء ظهورها، ثم صدرت بجانبها جريدة يومية تسمى: "صدى الأهرام" فلما عطلت الجريدة اليومية, انفردت الأهرام بالظهور، ودأبت تصدر حتى اليوم، فهي أقدم الصحف المصرية السياسية، وإليها يرجع الفضل في تقدم الصحافة المصرية, وأخذها بكل جديد من صحافة الغرب.
ولقد كانت المقالة أهم شيء في الصحفية، حتى خرجت الأهرام على ذلك في سنة 1912، وقدمت الأخبار على المقالة، والأهرام أول من عني بالحوادث المصورة، ولقد ازداد حجمها أحيانا في عهد جبرائيل تقلا, حتى بلغ عشرين صفحة، وقد عنيت عناية فائقة بالأخبار الخارجية، وصارت نموذجا لصحف الشرق العربي كله.
ومنهم سليم عنحوري، وقد أصدر جريدة سياسية سماها: "مرآة الشرق" ولكن تنحى عنها في سنة 1879, وتولاها إبراهيم اللقاني بإيعاز من السيد جمال الدين الأفغاني، وقد أنشأ الشيخ يعقوب صنوع اليهودي صحيفتين سياسيتين, وهما "مرآة الأحوال" صدرت في لندن سنة 1876، و"أبو نضارة" صدرت في القاهرة سنة 1877, ويعقوب صنوع إسرائيلي مصري, ولد سنة 1839، وكان يتقن التوراة، وقرأ الإنجيل، والقرآن، وتعلم في إيطاليا على نفقة أحمد باشا يكن، وهو أول من أنشأ مسرحا عربيا في القاهرة سنة 1870, وأعجب به الخديو إسماعيل, وكان يسميه: "موليير مصر", منحه المنح، وأمده بالعون، وحضر بعض تمثيلياته تشجيعا له، وقد ألف نحو اثنتين وثلاثين مسرحية في موضوعات جدية وهزلية، وسافر إلى أوربا سنة 1884 وبقي فيها فترة، ولما عاد إلى مصر اتصل بالسيد جمال الدين والشيخ محمد عبده، وكان يعلمهما الفرنسية.
وكانت "أبو نضارة" من الصحف المعارضة لإسماعيل، وكان صاحبها ميالا للفكاهة والدعابة، وقيل: إن اليسد جمال الدين هو الذي أوحى إليه بإصدار جريدته لانتقاد سياسة إسماعيل.
صفحہ 97