199

فی ادب حدیث

في الأدب الحديث

اصناف

وقد مر بنا أن البارودي قد قلد القدماء في الوقوف على الأطلال والدمن، وفي الأوصاف الموروثة، وفي الوصف المادي للمرأة والنظرة إليها نظرة السلعة، ولكنه مع هذا قد تحلل أحيانا من كل تلك القوالب القديمة، وترفع في نظرته إلى المرأة، فحسبه منها نظرة:

إني لأقنع من هواك بنظرة ... وأعدها صلة إذا لم تمنعي

هذي مناي وحبذا لو نلتها ... عن طيب نفس فهي أكبر مقنع1

وهو يمتدح بعفته في حبه, ويبين مذهبه في الوداد بقوله:

إني امرؤ ملك الواد قيادتي ... وجرى على صدق العهود وفائي

لا أستريح إلى السلو، ولو جنى ... خلي علي، ولا أشين ولائي

لا ذمتي رهن الفكاك ولا يدي ... تلقى أزمة عفتي وحيائي

ويقول:

على أنني لم آت في الحب زلة ... تغض بذكري في المحافل أو تزري

ولكنني طوفت في عالم الصبا ... وعدت ولم تعلق بفاضحة أزري

ويقول:

والعشق مكرمة إذا عف الفتى ... عما يهيم به الغوي الأصور2 # يقوى به قلب الجبان ويرعوي ... طمع الحريص، ويخضع المتكبر

صفحہ 219