تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا﴾ [النساء- ٦١]. إذا عرفت هذا فنقول: اختلف العلماء ﵏ في تارك الصلاة كسلًا من غير جحود، فذهب الإمام أبو حنيفة والشافعي في أحد قوليه ومالك إلى أنه لا يحُكم بكفره واحتجوا بما رواه عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له" (^١).
_________
(^١) أخرجه الإمام مالك في الموطأ "١/ ١٢٣"، والحميد في مسنده "١/ ١٩١"، والإمام أحمد في مسنده "٥/ ٣١٥ - ٣١٩ - ٣٢٢"، وأبو داود في سننه -كتاب الصلاة- "٢/ ١٣٠"، والنسائي في سننه -كتاب الصلاة- "١/ ٢٣٠"، وابن ماجه في سننه -كتاب إقامة الصلاة- "١/ ٣٠٨"، والطحاوي في مشكل الآثار "٤/ ٢٢٣"، والبيهقي في سنن "٢/ ٨"، والبغوي في شرح السنة "٤/ ١٠٤"، وابن عدي في مقدمة الكامل "١/ ٦٢".
كلهم من طريق يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبّان عن ابن محيريز أن رجلًا من بني كنانة يدعى المخدجي سمع رجلًا بالشام يكنى أبا محمد يقول: إن الوتر واجب.
فقال المخدجي: فرُحت إلى عبادة بن الصامت، فاعترضت له وهو رائح إلى المسجد فأخبرته بالذي قال أبو محمد. فقال عبادة: كذب أبو محمد سمعت رسول الله ﷺ يقول … فذكره -هذا سياق مالك- وإسناده ضعيف المخدجي يقال اسمه رفيه لا يعرف قاله الذهبي في الميزان "٤/ ٦٠٠". وفي المنهل العذب المورد "٨/ ٤٧" قال ابن عبد البر: مجهول، اهـ.
وللحديث طريقان آخران عن عبادة بن الصامت.
الطريق الأول:
أخرجه الإمام أحمد في مسنده "٥/ ٣١٧"، وأبو داود في سننه -كتاب الصلاة- "١/ ٢٩٥"، والبغوي في شرح السنة "٤/ ١٠٥" كلهم عن محمد بن مطرف عن =
1 / 60