287

فتح ربانی مِن فتاویٰ

الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

ایڈیٹر

أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]

ناشر

مكتبة الجيل الجديد

پبلشر کا مقام

صنعاء - اليمن

﵌ صلاة الصبح على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس بوجهه فقال: " هل تدرون ماذا قال ربكم " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي، مؤمن بالكواكب ".
ولا يخفى على عارف أن العلة في الحكم بالكفر هي ما في ذلك من إيهام المشاركة، وأين هذا ممن يصرح في دعائه عند أن يمسه الضر بقوله: يا الله، ويا فلان، وعلى الله، وعلى فلان فإن هذا يعبد ربين، ويدعو اثنين، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا فهو لم يقل أمطره ذلك النوء بل قال: أمطر به، وبين الأمرين فرق ظاهر.
ومن ذلك ما أخرجه مسلم (١) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﵌: " يقول الله ﷿: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " وأخرج أحمد (٢) عن أبي سعيد مرفوعا: "ألا

(١) في صحيحه رقم (٤٦/ ٢٩٨٥).
(٢) في المسند (٣/ ٣٠). وأخرجه ابن ماجه رقم (٤٢٠٤) والحاكم (٤/ ٣٢٩) وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
قلت: وفي سنده " ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد " قال عنه البخاري: منكر الحديث- كما في العلل الكبير للترمذي رقم (١٨). وفيه دراج. قال الحافظ في "التقريب" رقم (١٨٢٤): " صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعيف ". وفيه كثير بن زيد الأسلمي: قال الحافظ في " التقريب " رقم (٥٦١١): " صدوق يخطئ " فالحديث حقه الضعف، مع أن المحدث الألباني حسنه في صحيح الترغيب والترهيب رقم (٣٠).

1 / 331