273

فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

اصناف

باب بيان شيء من أنواع السحر

...

رخوة فيخط فيها خطوطا بالعجلة لئلا يلحقها ثم يرجع فيمحو منها ما مهل خطين خطين وغلامه يقول للتفال: ابني عيان أسرعا لبيان فإن بقي خطان فهما علامة النجح وإن بقي خط واحد فهو علامة الخيبة، قال صاحب النهاية المشار إليه: علم معروف وللناس فيه تصانيف كثيرة ويستخرجون به الضمير وغيره على زعمهم هذا.

قلت: كيف يتصور استخراج الضمير وغيره من الغيوبات وقد قال الله تعالى: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله} . [النمل: 65] . وقال تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} . [الأنعام: 59] . وقال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} . [الجن: 26، 27] . قال صاحب الكشاف وقد بطل بهذه الآيات كرامات الأولياء بادعائهم الغيب فيه اللهم إلا أن يكون من نوع الفراسة لقوله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" 1. قاله أكثر أهل العلم.

ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد"، رواه أبو داود وإسناده صحيح2. وللنسائي من حديث أبي هريرة: "من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وكل

صفحہ 231