Fath Al-Mannan - The Biography of the Commander of the Faithful Muawiyah bin Abi Sufyan
فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان
اصناف
وعن أبي الحسن المدائني: «أن أبا سفيان نظر يومًا إلى معاوية وهو غلام، فقال لهند: إنَّ ابني هذا لعظيم الرأس، وإنَّه لخليقٌ أن يسود قومه. فقالت هند: قومه فقط؟! ثَكلْتُه إن لم يَسُدْ العرب قاطبة» (^١).
وكانت هند تداعبه وهو صغيرٌ بتلك الكلمات:
إن بُنيَّ مُعْرِقٌ كريمْ ... مُحبَّبٌ في أهله حليمْ
ليس بفحَّاشٍ ولا لئيمْ ... ولا بطُخرورٍ ولا سؤومْ
صخرُ بني فهرٍ به زعيمْ ... لا يُخلفُ الظنَّ ولا يَخيمْ (^٢)
صِفَتُه الخَلْقية:
كان معاوية ﵁ أبيضَ جميلًا، طويلًا، مَهيبًا، إذا ضحك انقلبت شفته العليًَّا، أبيض الرأس واللحية، وكان يخضب بالصفرة، كأن لحيته الذهب (^٣).
وقد أصابته لَقْوةٌ (^٤) في آخر عمره، فكان يستر وجهه، ويقول: «رحم الله عبدًا دعا لي بالعافية، فقد رُميت في أحسني وما يبدو مني» (^٥).
_________
(^١) إسناده ضعيف: أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (المتمم للصحابة، الطبقة الرابعة، ص: ١٣١)، وفيه انقطاع بيِّن، فالمدائني -وهو: علي بن محمد، صاحب التصانيف، كان عالما بأيام الناس، صدوقا في ذلك، مع كونه ليس بالقوي في الحديث، كما في لسان الميزان (٦/ ١٣) - لم يدرك القصة.
(^٢) الطبقات الكبرى (المتمم للصحابة، الطبقة الرابعة، ص: ١٣٠)، البداية والنهاية (١١/ ٣٩٧)، شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام لبشيريموت (ص: ١٢٨).
(^٣) معجم الصحابة للبغوي (٥/ ٣٦٤)، سير السلف الصالحين (ص: ٦٦٤)، أسد الغابة (٥/ ٢٠١)، تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ١٠٣)، سير أعلام النبلاء (٣/ ١٢١)، البداية والنهاية (١١/ ٣٩٧)، تاريخ الخلفاء (ص: ١٤٩).
قال الذهبيُّ -مُعلِّقًا-: "كان ذلك لائقًا في ذلك الزمان، واليوم لو فعل لاستهُجن".
(^٤) اللقوة: داء في الوجه.
(^٥) معرفة الصحابة (٥/ ٢٤٩٦)، تاريخ دمشق (٥٩/ ٢١٤)، البداية والنهاية (١١/ ٣٩٧).
1 / 29