218

Fath Al-Mannan - The Biography of the Commander of the Faithful Muawiyah bin Abi Sufyan

فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان

اصناف

فرحم الله معاوية، ورضي عنه، وجمعنا به مع سيد المرسلين ﷺ، وأصحابه الكرام أجمعين، في دار الخلد في مقام أمين. آمين.
صفاته وأخلاقه:
اجتمع لمعاوية ﵁ من صفات الخير الكثير والكثير، حتى شهد له بذلك القاصي والداني، والعدو والصديق.
يقول د. عبد الشافي محمد عبد اللطيف: «وقد أجمع المؤرخون على أنه كان لمعاوية نصيب كبير من الذكاء، والدهاء، والسماحة، والحلم، والكرم، وسعة الأفق، وقدرة فائقة على التعامل مع الناس على قدر أحوالهم، أعداءً كانوا أم أصدقاء» (^١).
ومن أهم هذه الصفات ما يلي:
١ - الحرص على السُنَّة (تَعلُّمًا، وتطبيقًا، وأَمرًا ونَشْرًا):
فقد كان حريصا ﵁ أن يسأل عن حديث رسول الله ﷺ، وأن يستزيد منه علما، فكان يسأل بعض الصحابة إن كان عندهم علم عن رسول الله ﷺ، ومن ذلك:
- أنه سأل زيد بن أرقم ﵁: «أشهدت مع رسول الله ﷺ عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم. قال: فكيف صنع؟ قال: صلى العيد، ثم رخص في الجمعة؛ فقال: من شاء أن يصلي فليصل» (^٢).
بل كان أيضا يرسل إليهم إن لم يكونوا حوله، ومن ذلك:
- أنه كتب إلى المغيرة بن شعبة ﵁: «اكتب إلي بشيء سمعته من رسول الله ﷺ، قال فكتب إليه: سمعت رسول الله ﷺ يقول إذا قضى الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

(^١) العالم الإسلامي في العصر الأموي (٢/ ٨١).
(^٢) إسناده ضعيف: أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (١/ ٣٠٣)، وفي سنده إياس بن أبي رملة الشامي، مجهول، كما في التقريب (٥٨٧).

1 / 218