الله تعالى بعد التخلق بما ينبغي له التخلق به من أسماء الله تعالى، فرفع الله تعالى ظله أن يقع على الأرض. وقيل غير ذلك. وأما كونه ﷺ كان يؤثر مشيه في الأحجار ولا يؤثر في الرمل، قيل: كان ذلك ليلة دعائه ﷺ إلى غار ثور، كان إذا وضع قدمه على الرمل يقول لأبي بكر ﵁: ضع قدمك موضع قدمي، فإن الرمل لا ينم عليه، وكان طريقه ﷺ أكثرها رملا، فأراد الله تعالى إخفاء أثر سيره في مسيره ليتحير المشركون في طلبه ويرجعوا بسوء منقلبهم. وقيل غير ذلك. وأما الحجر فكان يلين لمكان قدميه ﷺ ليكون شاهدا لتشريفه بمروره عليه، ويشبه هذا أن وليا من أولياء الله تعالى طاف بالكعبة فسمع أحجار المطاف يفتخر بعضها على بعض ويقول ما معناه: قد تشرفت بوطء أقدام ولي الله تعالى في عبادته وملامسة جسده لجسدي. وقيل: بل يلين الحجر ليكون فيه سمة وعلامة ينجو بها دون غيره من الأحجار من نار وقودها الناس والحجارة. وفي بعض الآثار أن نبيا من الأنبياء صلى الله على سيدنا محمد وعليهم وسلم، مر بحجر يخرج منه الماء فسأل ربه عن ذلك فأنطق الله تعالى له الحجر فقال: منذ سمعت أن لله تعالى نارا وقودها الناس والحجارة، وأنا أبكي بهذا الدمع خوفا من تلك النار، فاشفع لي عند ربك، فشفع له فشفع فيه، ثم بشره بقبول الشفاعة فيه وتركه مدة، ثم مر به ذلك النبي فوجد الماء يخرج من الحجر فقال له ﵊: ألم أبشرك أن الله تعالى أنجاك من النار، فما هذا الماء؟ فقال: يا نبي الله ذاك بكاء الخوف والخشية وهذا بكاء الفرح والمسرة. ولا يبعد أن يتفق ذلك لرسول الله ﷺ لأن هذه الآية نزلت على النبي ﷺ ولا يبعد أن يكون نزل معناها على بعض المرسلين، صلى الله عليهم وسلم. وقيل أنه لان الحجر لقدمه ﷺ حياء من أن يستقسى أو يتصلب على شريف قدميه، ﷺ. وقيل: بل إظهارا لقوة النبي ﷺ وشدة بأسه، فلا يثبت لبطشه الحجر فكيف أجساد البشر. وقيل: في لين الصخر لقدميه ﷺ إشارة إلى أن يكون الكفار أقسى من صم الأحجار، وأن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وقلوب الكفار قاسية جافلة غليظة غلف التفظيع عليها ختم الله تعالى عليها غشاوة عليها حجاب إلا إذا أدركتها العناية فألحقتها بأهل الهدايه فأزالت الموانع ومنعت العوائق، فوقع عليها إكسير الرضا فصير الزئبق ذهبا والمدر جواهرا، والله تعالى أعلم.
مطلب هل ورد حديث أنا جد كل تقي أم لا
(سئل) هل ورد حديث: أنا جد كل تقي؟.
(أجاب) هذا الحديث بهذا اللفظ المذكور لم يرد، ولكن روى أنس ﵁ قال:» سئل رسول الله ﷺ: من آل محمد؟
1 / 58