19- (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون)(الحج: من الآية47)
السؤال:
وسأله الشيخ سليمان محمد أحمد الكندي نظما فقال:
أسائل شيخي الهمام الأغر ** سليل حميد الكمي الأبر
وحيد الزمان عظيم الجنا** ن بسيط اللسان جليل القدر
قليل الهجوع كثير الركو** ع مفيض الدموع بوقت السحر
منار الأنام صدوق الكلا ** م وفي الذمام عظيم الفكر
كثير الرماد طويل النجا** د مغيث العباد مميط الضرر
غضوب لمولاه راض بما ** به هو راض إذا الخطب كر
هو البحر عذب لكل امرئ ** تقي، أجاج لمن قد فجر
فلا عيب فيه سوى أنه ** صبور فطوبى لعبد صبر
لقد حار ذهني بما قد حكا**ه الإله العظيم لنا في السور
ويوم كألف سنينا أذلك طول ليوم عظيم بهر ؟
أم الهول فيه كتلك السنين على الخلق من عظم يوم أمر؟
وهل ذا على كل عبد يكون أم الأمر خص به من كفر؟
فمالي إلهي مغيث سواك إذا برزت جنة أو سقر ؟
ولولا الرجا فيك كادت تفيض من الخوف نفسي لعظم الخطر
فيارب عفوا لعبد جنى ** فأنت الغفور وأنت الأبر
-----------------------------------
الجواب:
غررت ومثلك من لا يغر ** رأيت السهى فظننت القمر
أيمدح مثلك مثلي بذا ** وما أنا في ورده والصدر
ولو شمتني وأنا نائم ** زمان الغنائم عفت الخبر
هديت إلى الخير هلا اقتصرت ** مديحك مني على ما ظهر
أعوذ بربي أن أحمدن ** بما ليس في لكي لا أسر
أتقرأ لا تحسبنهم ** فإن بها للورى مزدجر
تبصر خليلي تلق الهدى ** ففي الذكر نور لأهل البصر
وخف موقفا هائلا يومه ** كألف لعظم البلا والخطر
وما ثم يوم ولا ليلة ** ولكنه الهول حين انتشر
وفي آية قد أتى وصفه ** بخمسين ألفا فأين المفر
وتطبيقه تجعلن الحساب ** في الكل وصفا بليغ العبر
ووصف الكتاب عباراته ** تعبر عنه بحال بهر
أشاب الوليد وشق السماء ** وكورت الشمس ثم القمر
صفحہ 24