فضحكت له وقالت: «إننا في حاجة إلى تلك الغرفة الآن.»
قال: «قد دخلها الرجلان في هذه الساعة.»
الفصل الثاني والسبعون
أبو حامد وسالم
فالتفتت إلى الحسين وقالت: «قد تم سعدنا» وساقا الجوادين إلى داخل الفندق حتى صارا في وسطه وترجلا وأسرعا إلى الغرفة فطرقا بابها فسمعا لغطا ولم يفتح الباب فاستل كل منهما خنجره وصاح الحسين: «افتح.»
فأجابهما أبو حامد من الداخل «لن أفتح لكما ... ليس خوفا على حياتي، ولكنني لا أريد أن أموت بيد أحدكما ... ولا ينبغي أن أبقى حيا بعد هذا الفشل. وأخاف أن يجبن هذا الغلام فيستعطف ويتذلل وأنا أعرف ضعفه وجبنه. فأنا الآن قابض على عنقه وها أني أطعنه في قلبه ... قد طعنته فمات وهذه طعنة في قلبي وهذا الباب قد فتحته لكما فاستلما جثتين بلا روح.»
ثم سمعا وقوع الجثة وفتح الباب فوجدا الرجلين يختبطان بدمهما فغطت لمياء عينيها حتى لا ترى ذلك المنظر الرهيب ولا تريد أن ترى سالما حبيبها الأول في تلك الحالة رغم ما رأت منه أو سمعت عنه. وتحولت إلى فرسها وهي تقول للحسين: «هلم بنا إلى المعسكر لنرى قائدنا العزيز. فقد قضي الأمر وتم النصر.»
فتبعها وهو يقول: «كنت أود أن أقتلهما بيدي.»
قالت: «قتلهما الفشل.»
وهما خارجان اعترضهما صاحب الفندق وهو يبكي ويقول: «قتلتما الرجلين ... وذهبتما ... الآن يقبضون علي ويتهمونني بقتلهما ... بالله لا تذهبا.»
نامعلوم صفحہ