يا محترم؟ تفضل.
ومشيا، فلم يتمالك الراهب من إظهار إعجابه بكد قرياقوس، فقال: بعرق جبينك تأكل خبزك. الله يهنيك يا قرياقوس، ويكون معك. - أنا مرباكم يا محترم، تعلمت الشغل عندكم، عند الرهبان في حنوش.
فتنهد القس، وقال: يا حسرتي عالرهبان، الذين علموك راحوا يا قرياقوس، راحوا ما بقي منهم أحد. خربت الديورة. الريس العام أبونا مرقص ابن ضيعتكم، كان يفلح ويزرع ويلبس المداس
15
هو اقتنى ونحن بعنا يا ابني. الرهبان قعدوا على الطراحة. آه، الله يعافيك يا ابني ويكون معك. - بدعاك يا محترم، بدعاك. - بدعا الصالحين.
وفتح قرياقوس باب بيته وتنحى ليدخل القس، وبسط له طراحة خلفها مسند من قش على بلاس ورثه من أبيه، وقرفص قرياقوس قبالته، فقال الراهب: تزوجت ثاني مرة يا قرياقوس؟! - نعم يا محترم، ترملت شهرين حسبتهم دهرين، البيت بلا مرة مثل جرة نحل بلا ملكة. - النحل فيه ملوك؟ - معلوم يا محترم وفيه بابا ... ملكة النحل لا تعمل شيئا، عندها عمال تشتغل. - يا سبحان الله! - أيوه، النحل غريب عجيب يا معلمي، جرة النحل مثل الدير تماما: فيه ريس وأقنوم،
16
ووكيل، وريس حقلة،
17
وإخوة تفلح وتزرع. عمال رائحة، وعمال تجي، والملكة قاعدة على سكين ظهرها.
نامعلوم صفحہ