اسلامی فن مصر میں
الفن الإسلامي في مصر: من الفتح العربي إلى نهاية العصر الطولوني
اصناف
ولن يفوتنا قبل أن نختم هذا الفصل عن مدينة المعتصم أن نشير إلى ما كشف في أنقاضها من خزف يشبه ما وجده المنقبون في الري ببلاد إيران، وفي الفسطاط وغيرها،
23
وسوف نعود إلى الكلام عليه حين نتحدث عن الفنون الفرعية.
الفصل الثاني
العمارة الدينية
ليست دراسة العمارة الدينية في عهد الطولونيين أمرا من الصعوبة بمكان يذكر، والفضل في ذلك يرجع إلى جامع أحمد بن طولون الذي لم تغير العصور الطويلة كثيرا من معالمه، فبقي حتى العصر الحاضر دليلا على ما بلغته العمارة من تقدم في صدر الإسلام. ولا غرو؛ فقد كانت العمارة أجل الفنون عند المسلمين، فبلغوا فيها شأوا بعيدا، ولم يكن للفنون الفرعية لديهم قوام إلا بالعمارة، فأخذوا عن الأمم التي اختلطوا بها ما أخذوا، وابتدعوا أساليب جديدة غاية في العظمة والجمال.
ونحن إذا لاحظنا أن جامع عمرو بن العاص لم يبق على حاله كما كان في عصر بنائه، وأنه أدخل عليه من الإصلاحات الكثيرة ، وأضيف إليه من الأبنية المستحدثة ما غير معالمه الأولى؛ رأينا أن جامع ابن طولون أهم الآثار العربية في مصر، وأقدم شاهد على المدنية الإسلامية فيها.
على أن هذا المسجد الجامع ليس المسجد الوحيد الذي ينسب إلى أحمد بن طولون؛ فهناك مسجد آخر يسمونه: مسجد التنور، بناه ابن طولون في أعلى جبل المقطم بعد أن ضاق جامع العسكر بالمصلين من جند الأمير وعامة الشعب.
وقال المقريزي وغيره من أصحاب كتب الخطط: إن مسجد التنور هو موضع تنور فرعون، كان يوقد له عليه، فإذا رأوا النار علموا بركوبه فاتخذوا له ما يريد، وكذلك إذا ركب منصرفا من عين شمس. ويقال: إن تنور فرعون لم يزل في هذا الموضع بحاله إلى أن خرج إليه قائد من قواد أحمد ابن طولون يقال له وصيف قاطرميز، فهدمه وحفر تحته، وقدر أن تحته مالا، فلم يجد فيه شيئا. ويذكر الشاعر الطولوني سعيد القاص مسجد التنور في الأبيات الآتية من قصيدته المشهورة التي يعدد فيها مناقب الدولة الطولونية:
1
نامعلوم صفحہ