149

فلک دائر

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

تحقیق کنندہ

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

ناشر

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

پبلشر کا مقام

الفجالة - القاهرة

وابدأ بالرفق الذي ما دخل في شيء إلا زانه، ولا استعان به أحد في مشكل إلا أعانه. والق الناس ببشرك ولطفك وطولك١، ولا تبدأهم بالفظاظة، فلو كنت فظاغليظ القلب لانفضوا من حولك٢. والرعايا فهم الودائع عندك الموثوق لهم أن تلحقهم أمانك ورفقك، وتفرشهم٣ سدادك ورشدك، واكفف عن الأذى، وأزح عنهم القذى، وقل لهم كما أدبك الله حسنا، وبدلهم من بعد خوفهم أمنا، ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا٤، وكن لهم حسبة٥ من الجور وحصنا، واحمهم ممن يتعرض بهم في عرض هذا٦ الأني، واسلك بالمعدلة فيهم صراطا سويا، واجل قويهم في الباطل ضعيفا، وضعيفهم في الحق قويا. وحراسة الارتفاقات الديوانية بالسطوات المرهوبة، والنقمات المصبوبة، والهيبة التي تملأ القلوب ارتياعا، وتطير الأنفس منها شعاعا، فأنت فارسها

١ الطول والطائل والطائلة: الفضل. ٢ سورة آل عمران: ١٥٩ ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا﴾ . ٣ تفرشهم سدادك: توسع لهم فيه أي تشملهم به. ٤ سورة طه: ١٣١ ﴿وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ . ٥ الحسبة: من قولهم حسن الحسبة أي حسن التدبير. ٦ الأنى بفتح الهمزة أو كسرها وسكون النون فيهما والأناء بالمد الوهن والساعة من الليل.

4 / 163