148

فلک دائر

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

تحقیق کنندہ

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

ناشر

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

پبلشر کا مقام

الفجالة - القاهرة

وحسنت أفعاله وآثاره، وطبت أنباؤه وأخباره، وكرم مغيبه، وعظم مشهده وأبر يومه على أمسه، وأربى على يومه غده. ولما كنت أيها الأمير الأجل فلان الدين الجامع هذه الأوصاف والخصائص، والمتحلي من جواهر المناقب بما لم تظفر بمثله يد غائض١، واقترنت بمسألتك التي سألت منها السيوف نفوسا ومهجا، وبرمايتك التي لم يجعل الله تعالى فيها عوجا ولا أمتا٢. هذا مع ما خصصت به من وفور آياتك، ورجحان حصافتك، وعلو همتك، وطهارة شيمتك، وأنك بذذت الأشكال والأضراب، وأوتيت حزم الشيخوخة في عنفوان الشباب، ربي الإنعام عليك برد شحينة الأعمال الواسطية إليك، لاستقبال كذا. فتلق هذه النعمة التي ترضيك بشكر يرضيها، وهذه المنزلة التي تضاهيك بحمد يضاهيها، وتوجه إلى الأعمال المذكورة بصدر رحب، ورأي مصيب، وسيف من دم أهل الكيد خضيب، واستشعر تقوى الله فالعاقبة لأهلها وقف عند حدودها، ولتستظل بظلها، وتذكر لها كلمة قصيرة غير طويلة: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ ٣ وناهيك بها فضيلة.

١ بالأصل "بما لم يظفر مثله بدعائص". ٢ الأمت: العوج والاختلاف في الشيء والعيب. ٣ سورة النحل: ١٢٨.

4 / 162