طمعه مِنْهُ وليلتمس من فِيهِ انفعال وتأثر بِمَا يلقى إِلَيْهِ من الْكَلَام وهم الموصوفون بِالصِّفَاتِ الَّتِي سنذكرها فِي الْفَصْل الَّذِي يَلِي هَذَا الْفَصْل
وَيَنْبَغِي ان نتقي بِكُل حَال بَث الْبذر فِي السبخ وَالدُّخُول الى بَيت فِيهِ سراج يَعْنِي بِهِ الزّجر عَن دَعْوَة العباسية مد الله دولتهمم إرغاما لأنوف أعدائها فان ذَلِك لَا ينغرس أَبَد الدَّهْر فِي نُفُوسهم كَمَا لَا ينغرس الْبذر فِي الأَرْض السبخة بزعمهم ويزجرون أَيْضا عَن دَعْوَة الأذكياء من الْفُضَلَاء وَذَوي البصائر بطرق الْجِدَال ومكامن الاحتيال وَبِه يعنون الزّجر عَن بَيت فِيهِ سراج
الثَّانِي أَن يكون مشتعل الحدس ذكي الخاطر فِي تَعْبِير الظَّوَاهِر وردهَا الى البواطن اما اشتقاقا من لَفظهَا اَوْ تلقيا من عَددهَا اَوْ تَشْبِيها لَهَا بِمَا يُنَاسِبهَا وَبِالْجُمْلَةِ فَإِذا لم يقبل المستجيب مِنْهُ تَكْذِيب الْقُرْآن وَالسّنة فَيَنْبَغِي ان يسْتَخْرج من قلبه مَعْنَاهُ الَّذِي فهمه وَيتْرك مَعَه اللَّفْظ منزلا على معنى يُنَاسب هَذِه الْبِدْعَة فانه لَو شافهه بالتكذيب لم يقبل مِنْهُ
الثَّالِث من الزرق والتفرس أَلا يدعوو كل أحد إِلَى مَسْلَك
1 / 22