الْبَاب الثَّالِث فِي دَرَجَات حيلهم وَسبب الاغترار بهَا مَعَ ظُهُور فَسَادهَا وَفِيه فصلان الْفَصْل الاول فِي دَرَجَات حيلهم
وَقد نظموها على تسع دَرَجَات مرتبَة وَلكُل مرتبَة اسْم اولها الزرق والتفرس ثمَّ التأنيس ثمَّ التشكيك ثمَّ التَّعْلِيق ثمَّ الرَّبْط ثمَّ التَّدْلِيس ثمَّ التلبيس ثمَّ الْخلْع ثمَّ السلخ ولنبين الْآن تَفْصِيل كل مرتبَة من هَذِه الْمَرَاتِب فَفِي الِاطِّلَاع على هَذِه الْحِيَل فَوَائِد جمة لجماهير الامة
اما الزرق والتفرس فَهُوَ انهم قَالُوا يَنْبَغِي أَن يكون الدَّاعِي فطنا ذكيا صَحِيح الحدس صَادِق الفراسة متفطنا للبواطن بِالنّظرِ الى الشَّمَائِل والظواهر وَليكن قَادِرًا على ثَلَاثَة امور الاول وَهُوَ اهمها ان يُمَيّز بَين من يجوز ان يطْمع فِي استدراجه ويوثق بلين عريكته لقبُول مَا يلقى اليه على خلاف معتقده فَرب رجل جمود على مَا سَمعه لَا يُمكن ان ينتزع من نَفسه مَا يرسخ فِيهِ فَلَا يضيعن الدَّاعِي كَلَامه مَعَ مثل هَذَا وليقطع
1 / 21