Explicit Reason in Harmony with Tradition: A Discussion of Three Tafseers Arranged by the Order of Revelation
صريح المعقول الموافق لصريح المنقول في مناقشة ثلاثة تفاسير رتبت على ترتيب النزول
اصناف
مع الترجيح بينها.
المبحث الثالث: مذاهب العلماء وخلافهم في ترتيب السور
وفيه ثلاثة مطالب:
يقول السيوطي- ﵀ في "الإتقان" عن الخلاف في ترتيب السور:
وأما ترتيب السور على ما هي عليه الآن في المصحف، فقد اختلف فيه أهل هذا الشأن على ثلاثة مذاهب:
المذهب الأول: المذهب الأول: أن ترتيب السور أمر توفيقي من اجتهاد الصحابة
وهو مذهب الجمهور الذي يرى أن ترتيب السور هو أمر توفيقي من اجتهاد الصحابة، حيث إن النبي ﷺ فوَّضَ ذلك إلى أمته من بعده. ومن أبرز من نحا إلى هذا الرأي الإمام مالك.
المذهب الثاني: المذهب الثاني: أن ترتيب السور أمر توقيفي من النبي ﷺ ـ
يرى أن هذا الترتيب توقيف من النبي ﷺ، وبه قالت طائفة من أهل العلم.
المذهب الثالث: المذهب الثالث: أن ترتيب أغلب السور أمر توقيفي من النبي ﷺ وأن ترتيب بعض السور كان باجتهاد من الصحابة
يجنح إلى أن ترتيب أغلب السور كان بتوقيف من النبي ﷺ وعلم ذلك في حياته، وأن ترتيب بعض السور كان باجتهاد من الصحابة. (^١)
قد مر بنا آنفًا ما ذكره السيوطي من أقوال العلماء في القول بترتيب السور إجمالًا، والخلاف في هذه المسألة واسع جدًا وله أهميته الكبرى لتعلقه بأمر عظيم يتعلق بكلام الله تعالى، وقد ساق أصحاب كل قول أدلة ما يترجح لديهم القول به، ومن تكلم في هذه المسألة أئمة كبار ممن يُعتد برأيهم، والباحث لم يسق أدلة كل فريق لمناقشتها مخافة الإطالة، وإن كان تناول هذا المبحث من الأهمية الكبرى بمكان، لمكانته وقدره وقدر متعلقه ألا وهو كتاب الله تعالى.
المبحث الرابع: أبرز أقوال العلماء القائلين بأن ترتيب سور القرآن الكريم كان ترتيبًا توقيفيًا
والكثير من الأئمة يرى أن ترتيب سور القرآن الكريم كان ترتيبًا توقيفيًا كما كان ترتيب آياته كذلك، وقد ساقوا من الأدلة الواضحات والحجج الدامعات ما يجعل الباحث يقف عندها طويلًا ويعيد التأمل والبحث والنظر فيها كثيرًا.
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: ذكر جملة من أقوال العلماء المتقدمين
ومن أبرز هذه الأقوال ما يلي:
القول الأول: قول الزركشي (ت: ٧٩٤ هـ) في البرهان ﵀:
"قال بعض مشايخنا
(^١) البرهان (١/ ٢٥٨).
73 / 50