شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
ناشر
دار الثريا للنشر
ایڈیشن نمبر
الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ
اشاعت کا سال
٢٠٠٤م
اصناف
والخوف ثلاثة أنواع:
النوع الأولى: خوف طبيعي كخوف الإنسان من السبع والنار والغرق وهذا لا يلام عليه العبد قال الله تعالى عن موسى ﵊: ﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾ [سورة القصص، الآية: ١٨] لكن إذا كان هذا الخوف كما ذكر الشيخ ﵀ سببًا لترك واجب أو فعل محرم كان حرامًا؛ لأن ما كان سببًا لترك واجب أو فعل محرم فهو حرام ودليل قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [سورة آل عمران، الآية: ١٧٥] .
والخوف من الله تعالى يكون محمودًا، ويكون غير محمودًا.
فالمحمود ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصية الله بحيث يحملك على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإذا حصلت هذه الغاية سكن القلب واطمأن وغلب عليه الفرح بنعمة الله، والرجاء لثوابه. وغير المحمود ما يحمل العبد على اليأس من روح الله والقنوط وحينئذ يتحسر العبد وينكمش وربما يتمادى في المعصية لقوة يأسه.
النوع الثاني: خوف العبادة أن يخاف أحدًا يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى. وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر.
النوع الثالث: خوف السر كأن يخاف صاحب القبر، أو وليًا بعيدًا عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضًا ذكره العلماء من الشرك.
النوع الثالث: الرجاء
...
ودليل الرجاء قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ (١) [سورة الكهف، الآية: ١١٠] . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
(١) الرجاء طمع الإنسان في أمر قريب المنال، وقد يكون في بعيد المنال
1 / 57