شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
57

شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

ناشر

دار الثريا للنشر

ایڈیشن نمبر

الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ

اشاعت کا سال

٢٠٠٤م

اصناف

الكريمة على أن الدعاء من العبادة ولولا ذلك ما صح أن يقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ فمن دعا غير الله ﷿ بشيء لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر سواء كان المدعو حيًا أو ميتًا. ومن دعا حيًا بما يقدر عليه مثل أن يقول يا فلان أطعمني، يا فلان إسقني فلا شيء فيه، ومن دعا ميتًا أو غائبًا بمثل هذا فإنه مشرك لأن الميت أو الغائب لا يمكن أن يقوم بمثل هذا فدعاؤه إياه يدل على أنه يعتقد أن له تصرفًا في الكون فيكون بذلك مشركًا. وأعلم أن الدعاء نوعان: دعاء مسألة ودعاء عبادة. فدعاء المسألة هو دعاء الطلب أي طلب الحاجات وهو عبادة إذا كان من العبد لربه، لأنه يتضمن الإفتقار إلى الله تعالى واللجوء إليه، واعتقاد أنه قادر كريم واسع الفضل والرحمة. ويجوز إذا صدر من العبد لمثله من المخلوقين إذا كان المدعو يعقل الدعاء ويقدر على الإجابة كما سبق في قوله القائل يا فلان اطعمني. وأما دعاء العبادة فأن يتعبد به للمدعو طلبًا لثوابه وخوفًا من عقابه وهذا لا يصح لغير الله وصرفه لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة وعليه يقع الوعيد في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [سورة غافر، الآية: ٦٠] .
النوع الثاني: الخوف وهو ثلاثة أنواع ... وَدَلِيلُ الْخَوْفِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (١) [سورة آل عمران، الآية: ١٧٥]،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . (١) الخوف هو الذعر وهو انفعال يحصل بتوقع ما فيه هلاك أو ضررًا أو أذى، وقد نهى الله ﷾ عن خوف أولياء الشيطان وأمر بخوفه وحده.

1 / 56