Explanation of the Creed Poem
شرح منظومة الإيمان
اصناف
واعلم أن أرباب المقالات نقلوا ما يفيد التفريق بين التصديق والمعرفة. فنقل ابن أبي العز الحنفي عن الجهم بن صفوان: أن الإيمان عنده هو المعرفة، وعن أبي منصور الماتريدي أنه عنده هو التصديق (١) . وكذلك الإيجي قال بعد أن ذكر أن الإيمان عنده هو التصديق:» وقيل هو المعرفة. فقوم: بالله، وقوم: بالله وبما جاءت به الرسل «(٢) . وقد بحث شيخ الإسلام ﵀ هذه المسألة في كتاب الإيمان، فلتنظر هناك (٣) . وحاصله عُسْرُ التفريق بين معرفة القلب وبين التصديق القلبي المجرد عن الانقياد، كما يزعمه ابن كُلاب والأشعري وغيرهما. والله أعلم.
ب- الكلام على قول اللسان:
قلت في النظم:
قول اللسان نطق غير الأبكم
بكِلْمة الشهادتين فافهم
وهل يقوم غيرها مقامها؟
أم لا يساوي غيرها أحكامها؟
الشرح:
(قول اللسان) الذي هو الركن الثاني من أركان الإيمان كما سبق بيانه، هو (نطق غيرِ) العاجز عن الكلام مثل (الأبكم) وهو الأخرس (بكِلْمة) بتسكين اللام، لغة في الكَلِمة بكسرها (الشهادتين) والمقصود كلمة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله (فافهم) تكملة للبيت.
(وهل) وفائدةُ الاستفهام الإشارة إلى الخلاف الوارد في هذه المسألة (يقوم غيرها) من الأقوال والأعمال (مقامها) في ثبوت حكم الإسلام وعصمة الدم والمال، وغير ذلك، (أم لا يساوي غيرها أحكامها) التي جعلها لها الله ﷿ ورسوله ﷺ؟
_________
(١) - شرح العقيدة الطحاوية: ٣٣٣.
(٢) - المواقف: ٣٨٤. والمعنى: قال قوم: هو المعرفة بالله، وقال قوم آخرون: هو المعرفة بالله وبما جاءت به الرسل.
(٣) - مجموع الفتاوى: ٧/٣٩٥-٤٠٠ وانظر التسعينية من الوجه ١٨ إلى الوجه ٢٢.
1 / 35