145

دستور العلماء

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

ناشر

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

ایڈیشن نمبر

الأولى، 1421هـ - 2000م

(وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار)

فإن قولها كأنه علم واف بالمقصود وهو تشبيهه بما هو معروف بالهداية لكنها أتت بقولها في رأسه نارا يغالا وزيادة للمبالغة وتأتم أي تقتدي.

الإياس: (نوميد شدن ونوميد شدن زن از زائيدن) وفي مدته اختلاف وفي الفتاوى (عالمكيري) إنه مقدر بخمس وخمسين سنة كما مر في الآيسة.

الإيمان لا يزيد ولا ينقص: لأن الإيمان هو التصديق القلبي الذي بلغ حد الجزم والإذعان ولا تتصور فيه الزيادة والنقصان. وقال العلامة التفتازاني رحمه الله في شرح العقائد ومن ذهب إلى أن الأعمال جزء من الإيمان فقبوله الزيادة والنقصان ظاهر. ولهذا قيل إن هذه المسألة فرع مسألة كون الطاعات من الإيمان انتهى والذاهب إليه الخوارج والمعتزلة.

وها هنا اعتراض مشهور تقريره أن كون الأعمال جزءا من الإيمان ينافي زيادة الإيمان ونقصانه بها فإن زيادة الشيء عبارة عن قبوله أمرا زائدا على ماهيته فإذا كانت الأعمال جزاءا من حقيقة الإيمان فيكون تمام ماهيته بها فكيف يتصور قبول الإيمان زيادة على ماهيته بالأعمال فإن انتفاء الجزء يستلزم انتفاء الكل فلا مزية على كل أجزاء الماهية. وكذا نقصان الشيء عبارة عن تحققه ناقصا ولا تحقق لكل عند انتفاء جزئه فلا يتصور نقصان الإيمان بنقصان الأعمال.

والجواب أن الأعمال جزء وقوعي لا شرعي لينتفي الإيمان بانتفاءها.

وحاصل الجواب ما قال أفضل المتأخرين الشيخ عبد الحكيم رحمه الله أن الأعمال ليست مما جعله الشارع جزءا من الإيمان حتى ينتفي بانتفائها بل هي تقع جزءا منه إن وجدت فما لم يوجد فالإيمان هو التصديق والإقرار وإذا وجدت كانت داخلة في الإيمان فيزيد الإيمان على ما كان قبل الأعمال انتهى.

ولا يخفى على المتنبه أنه ينافي مذهب الخوارج والمعتزلة فإن الخوارج ذهبوا إلى أن تارك الأعمال كافر خارج عن الإيمان داخل في الكفر. والمعتزلة إلى أنه خارج عن الإيمان وليس بداخل في الكفر لإثباتهم المنزلة بين المنزلتين فافهم.

وقال الإمام الرازي وكثير من المتكلمين أن هذا البحث أعني أن الإيمان يزيد وينقص أولا بحث لفظي لأنه فرع تفسير الإيمان فمن فسره بالتصديق فلا يقول بالزيادة والنقصان. ومن فسره بالأعمال وحدها أو مع التصديق فيقول بهما.

الإيمان والاسلام واحد: قال بعض المشائخ أن بينهما اتحادا في المفهوم فهما مترادفان. وقال بعضهم أنهما مختلفان بحسب المفهوم ومتحدان في الصدق ولا

صفحہ 151