دروب ما بعد الحداثة

بدر الدين مصطفى d. 1450 AH
77

دروب ما بعد الحداثة

دروب ما بعد الحداثة

اصناف

29

وكما يقول هويسينز: «لقد أصبح البوب الآن هو المرادف لأسلوب الحياة الجديد للجيل الحالي؛ أي أسلوب الحياة الذي انقلب على السلطة، وأراد التحرر من معايير المجتمع.»

30 (2) «تسليع الفن»: وهو ما حاول الحداثيون تجنبه، ولكن ما بعد الحداثة استطاعت أن تمد سلطة السوق على سلسلة طويلة من المنتجات الثقافية ومن ضمنها الفن «هناك ميل متنام في المشهد الأدبي الحالي في الغرب يتجه إلى إبراز الفن المشتمل على إنتاج تافه، فأصبح الأدب فرعا من صناعة وسائل الترفيه. وبدلا من الواقعية الاشتراكية صار لدينا «واقعية السوق»، الذي أصبح قيدا مفروضا علينا ... إنه أدب نتعامل معه كسلعة مقدسة ذاتية المحتوى ، ذاتية الإشارة.»

31

في هذا الاتجاه أيضا يرى كريمب «أن ما شاهدناه في السنوات القليلة الماضية ليس إلا السيطرة الصريحة لمصالح الشركات الكبرى على الفن.»

32

وأيا يكن الدور الذي لعبه رأس المال في فن الحداثة، فإن المدى الذي بلغته الظاهرة الآن قد تجاوز كل حد؛ فقد غدت الشركات هي الموجه الرئيس للفن بكل المقاييس. (3) «الارتباط بالتكنولوجيا»: فالتكنولوجيا والإعلام الآن هما الحامل الحقيقي للوظيفة المعرفية. والمشكلة الآن أن التكنولوجيا أضفت على بعض الفنون عوامل إبهار لا حدود لها، دون وجود موضوع فني حقيقي. وأصبح المتلقي العادي يبحث عن الإبهار والمفارقة في كل ما يشاهده، يقول فوجل

Vogel

عن مشاهد السينما: «إن المتفرج يدخل دار السينما برغبة منه ودون ضغط من أحد - هذا إذا لم يكن بلهفة - مهيئا نفسه للاستسلام والقبول بما سيحدث، وإذا اكتشف أن الفيلم «سيئ» وأن الوهم «لم يحقق غرضه»، فإنه يستاء كثيرا.»

33

نامعلوم صفحہ