79
وبنفس منطق ما بعد الحداثة يحق لنا أن نتساءل نفس سؤالهم الذي ورد في سياقات مختلفة، بأي حق يجعل المثقف من نفسه لسان حال المهمشين أو الأقليات؟
في مقابل الكلية والشمولية يطرح فلاسفة ما بعد الحداثة مفهوم التعددية والاختلاف كأرضية مشتركة للتفاعل والحوار مع «الآخر» أو «العوالم الأخرى»، ويطرح فوكو مصطلح «اليوتوبيا غير المتجانسة»
L’utopie hétérogène
ليعبر عن الرؤية ما بعد الحداثية للآخر، وما يعنيه فوكو بهذا المصطلح، هو تساكن «عدد كبير من العوالم المتشظية الممكنة» في «فضاء افتراضي»، أو على نحو أبسط، تواجد فضاءات متجاورة ومفروض بعضها على الآخر.
80
ولا تتوقف الشخصيات في هذه الفضاءات طويلا عند كيفية حل أو البحث عن إجابة للأسئلة المركزية؟ إلا أنها ملزمة في المقابل بالتساؤل عن «أي عالم هو الذي نحياه؟ ما العمل حياله؟ وأي «أنا» ستقوم بذلك؟ ... إلخ.»
يحتل مفهوم التعددية والاختلاف مكانة بارزة في الخطاب الفلسفي لما بعد الحداثة، بحيث وصف فلاسفتها ب «فلاسفة الاختلاف».
81
ويصعب تحديد ما إذا كانت فكرة الاختلاف نتيجة للأفكار السابقة أم سببا لها، لكن المؤكد أن الفلسفة ستتحول من كونها أداة نسقية تبتغي الوحدة إلى أداة مهمتها تفتيت الأشياء وتفكيكها «إن الحاجة تدعو إلى تفتيت الأشياء وتهشيمها ... تفتيت الكلمات والجمل والقضايا، تفتيت الكيفيات والأشياء والموضوعات.»
نامعلوم صفحہ