Umberto-Eco
فعلى الرغم من أن أعماله ما بعد حداثية بامتياز - فهو يرفض التسمية ويقترح بدلا منها ما يطلق عليه «تعدد اللغات المعمم لزمننا»
il multilinguismo della nostra generalizzate ؛ كذلك هو الحال أيضا مع فوكو ودولوز اللذين اعتبرا أعمالهما تشكل انقطاعا وتواصلا مع الحداثة.
25
كل هذه الآراء تدعونا للتساؤل: هل يمكن تعريف ما بعد الحداثة؟ وفقا لمنظري الحركة فإن لفظة «تعريف»
definition
هي لفظة حداثية موروثة من نماذج الوضعية المنطقية، ولا تنسجم مع الإطار العام المفتوح لما بعد الحداثة، والذي لا يحوي ضمن مفرداته مقولة التحديد. فالتعريف يوحي بالثبات كما أنه يفترض مقدما أن كل من سيقرؤه سيفهمه كما حدده كاتبه، وكما سيفهمه جميع القراء، وهذا ما يرفضه منظرو ما بعد الحداثة الذين لا يؤمنون بوجود حقيقة موضوعية. ويذهب إيهاب حسن إلى «أن المصطلح، فضلا عن المفهوم، ينتمي إلى ما يطلق عليه الفلاسفة الفئة المتنازع عليها جوهريا، وبلغة أبسط - يقول حسن - إذا وضعنا أهم المفكرين الذين ناقشوا المفهوم في غرفة واحدة، ثم أضفنا الإرباك الملازم للمفهوم، وأغلقنا الغرفة، وألقينا بالمفتاح بعيدا، فلن يحدث اتفاق بين المناقشين، بل سنجد خيطا من الدماء يبدو أدنى عتبة الغرفة.»
26
رغم تلك الصعوبات التي تكشف لنا مدى تعقيد المصطلح، فضلا عن المفهوم أو الظاهرة؛ فإننا سنحاول الاقتراب من المصطلح بتحديد بعض الملامح العامة له:
ينبغي أن نفرق بداية بين ما بعد الحداثة
نامعلوم صفحہ