مقدمة:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى من والاه واتبع هداه وشرعه إلى يوم الدين.
عن أبي هريرة ﵁، عن النبي الله ﷺ أنه قال: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها» (^١).
المدينة المنورة دار الإيمان، ومحضن المجتمع الإسلامي الأول، ومقر المسجد النبوي، الذي تشد إليه الرحال بعد المسجد الحرام، ومثوى رسول الله ﷺ، يتطلع المسلمون في الآفاق لزيارتها والصلاة في مسجدها، والسلام على رسول الله ﷺ.
ومنذ القديم اهتم بها علماء المسلمين، فكتبوا عنها المؤلفات الكثيرة (^٢)، وتحدثوا فيها عن مكانتها وفضائلها، ووصفوا معالمها ومواقع أحداث السيرة
_________
(^١) متفق عليه، أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة، ح رقم ١٨٧٦، ص ٣٢٧، ومسلم في كتاب الإيمان ح ٢٣٣/ ١٤٧.
(^٢) من أقدم وأشهر من كتب وأرخ للمدينة المنورة؛ محمد بن الحسن بن زبالة، المتوفى عام تسع وتسعين ومئة، في كتابه أخبار المدينة، وقد تأثر به عدد كبير ممن جاؤوا بعده، وألفوا في تاريخ المدينة؛ فمنهم من تأثر بمنهجيته، ومن من تأثر بنتاجه العلمي.
ويأتي في طليعة من تأثروا بابن زبالة؛ تلميذه وراوية كتابه، الزبير بن بكار، المتوفى سنة ست وخمسين ومئتين، في كتابه أخبار المدينة.
وممن كتب وأرخ للمدينة النبوية؛ أبو زيد، عمرو بن شبة النميري البصري، المتوفى سنة اثنتين وستين ومئتين، في كتابه، تاريخ المدينة، متأثرًا بمنهجية ابن زبالة.
ومنهم الشيخ يحيى بن الحسن العلوي، المتوفى سنة سبع وسبعين ومئتين، في كتابه: أخبار المدينة، وهو من أصحاب أصحاب ابن زبالة، وممن عاصر ابن شبة ............. =
1 / 7