درر حسان فی عربستان

عبد المسيح انطاکی d. 1341 AH
63

درر حسان فی عربستان

الدرر الحسان في إمارة عربستان: وترجمة مولانا صاحب العظمة سردار أرفع معز السلطنة الشيخ «خزعل خان» أمير المحمرة وحاكمها ورئيس قبائلها

اصناف

فأذيع ما بين الأعارب والأعا

جم آية بصحائف العمران

وبعد هذا الاعتداء الفظيع أصبح عظمة السردار أرفع سيفا من سيوف الإنكليز المشهرة، يضرب أعداءهم ويحارب معهم، وقد عرفت بريطانيا العظمى لعظمته هذا الإخلاص وقدرته حق قدره، وأعلنت سرورها من ولائه وإعجابها بحكمته، ورددت إعلانها هذا صحف لندن والهند التي دعت عظمة السردار أرفع: «أصدق أمراء العرب ولاء للتاج البريطاني». وما من يجهل ما يترتب على هذه الثقة التي كسبها عظمة السردار أرفع من كبار رجال بريطانيا العظمى العادلين الأوفياء من الفوائد العظمى للعرب في الحال والاستقبال. ولا جرم أن اعتماد بريطانيا العظمى نصرها الله على عظمة السردار أرفع وثقتها به سيفيد كثيرا أهالي العراق على اختلاف مذاهبهم ونحلهم في تنظيم شئونهم الداخلية، إذ يجدون أمامهم أميرا يثقون به ويعتمدون عليه، يعمل على إبلاغهم أمانيهم القومية ويجد في سبيل تعمير بلادهم.

ولعمري إن وجود عظمة السردار أرفع في هذا العهد الذي تسقط فيه دول وتقوم دول هو نعمة كبرى للعراق؛ لأن الشيعيين منهم وهم أكثرية السكان يرون أمامهم أكبر أمرائهم ساهرا على مصالحهم، والسنيين منهم يرون في هذا الأمير المسلم على ما عهدوه فيه من الاهتمام بخيرهم مظهر إقبالهم، ومسيحيوهم وموسويوهم لا يفضلون على عظمته أميرا يطمئنون إلى عدله ويستسلمون إلى حكمه. وفيما اتصل بي من الأنباء ما يؤيد معلوماتي على تعلق العراقيين جميعا بهذا الحاكم العادل والأمير الفاضل أحياه الله ووفقه إلى ما يحبه ويرضاه.

ويسرنا أن نعلن في هذا المقام مبادرة عظمة السردار أرفع، روحي فداه، إلى الاعتراف باستقلال جلالة الشريف حسين بن علي الهاشمي الحسني أمير الحجاز الأكبر، فقد أسرع إلى تهنئة جلالته بهذا الاستقلال، وأرسل لمعاليه الهدايا الفاخرة عملا بالحديث الشريف على صاحبه الصلاة والسلام: «تهادوا تحابوا.» وإننا لنتوقع من وراء هذا الاتحاد القلبي بين جلالة الشريف وعظمة السردار وأكابر أمراء العرب ذوي الاعتبار ما فيه المستقبل الزاهر للأمة الكريمة العربية، بحيث يتجدد مجدها ويتلألأ فخارها وتبسم لها الأيام، بشفاعة المصطفى عليه الصلاة والسلام.

الخاتمة

هذا ما أنشره على العالم العربي، بالإخلاص الذي عهده في العرب، عن إمارة عربستان وعظمة أميرها السردار أرفع العلي الشأن. ولما أعهده من ثقة قومي بإخلاصي في خدمتهم أتوقع أن يكون له في نفوسهم التأثير الذي أردته والخير الذي نويته، وإنما الأعمال بالنيات.

صاحب العمران

عبد المسيح أنطاكي

مصر في غرة محرم سنة 1335 (28 أكتوبر سنة 1916)

نامعلوم صفحہ