درر حسان فی عربستان
الدرر الحسان في إمارة عربستان: وترجمة مولانا صاحب العظمة سردار أرفع معز السلطنة الشيخ «خزعل خان» أمير المحمرة وحاكمها ورئيس قبائلها
اصناف
عليه سلام الله ما ذكر العلى
تردده أعجامه وأعاربه
إمارة معز السلطنة سردار أرفع
ما كادت تغمض عينا المرحوم المبرور ساكن الجنان الشيخ مزعل خان منتقلا لرحمة ربه سنة 1315 حتى سار سراة العائلة النبيلة الجاسبية وشيوخ القبائل ورؤسائها إلى سراي الشيخ خزعل خان، مجمعين على بيعته، منادين بإمارته، منشدين: فليعش الشيخ خزعل خان. وكان إجماعهم هذا دليلا بينا على تعلق أهالي عربستان بعظمته وحبهم لشخصه المحبوب وتقديرهم لقدره الرفيع، وجعلوا يهنئون أنفسهم بإمارته مستبشرين بالإقبال المنتظر لها، وقد كانوا عند ظنهم بعظمته، فما خاب لهم أمل، وبلغوا أقصى آمالهم بفضله على عجل.
وكان يوم جلوس عظمته الملوكية على عرش إمارة عربستان نيروزا عظيما وعيدا بهيجا، اشترك في أفراحه أهالي عربستان وما جاورها من القرى والبلدان، وأقيمت الزينات في كل مكان، وأقبل رؤساء العشائر إلى المحمرة مبايعين مهنئين. وجرت حفلة الجلوس بمنتهى الحفاوة والإجلال، وذبحت الذبائح وتوزعت الهبات، وجرت الألعاب والمسابقات، وما كانت تقع عين الناظر إلا على مسرور مستبشر ومتفائل يبشر بالخير.
وما انتهت بشرى جلوس عظمته المأنوس إلى مسامع أهالي البصرة والعمارة والنجف الأشرف وكربلاء وبغداد حتى عمتهم الأفراح والمسرات؛ لأن شهرة عظمته كانت تملأ سمعهم، وحمد آلائه الحميدة كان على ألسنتهم في مجالسهم، فأسرعوا بإرسال رسائل التهاني البريدية والبرقية، كما أسرع وفودهم إلى المحمرة لتهنئة عظمته، وتبارى شعراء العراق في تهنئة عظمته ما لو جمع لكان ديوانا عظيما. وكان في مقدمة المهنئين ساكن الجنان المرحوم الشيخ مبارك الصباح أمير الكويت السابق الذائع الشهرة، رحمه الله، حيث أسرع إلى المحمرة لتهنئة عظمة أخيه وابن أخيه بإمارته، إذ أن العلائق الودية بين إمارتي الكويت والمحمرة كانت وثيقة العرى من عهد ساكني الجنان الشيخ جابر الصباح ونصرة الملك الحاج جابر خان، فورثها شيخا العراق العظيمان عن أبويهما ودعماها مع الأيام حتى أصبحا روحا في جسدين. ألا رحم الله الشيخ مبارك الصباح فقيد العرب والإسلام، وأمد الأمة العربية بطول بقاء عظمة مولانا السردار أرفع مظهرا للسؤدد والإعظام، فإنه سبحانه قد أجمل لنا العزاء بهذا المليك المقدام.
فليحي السردار أرفع، ولتحي عربستان بظل علمه المنصور، أهالي عربستان يحتفلون بجلوس عظمة السردار أرفع.
وعندما انتهى لمسامع ساكن الجنان مظفر الدين خان، شاه إيران الأسبق، نبأ وفاة المرحوم المبرور الشيخ مزعل خان وتولي عظمة الشيخ خزعل خان عرش الإمارة، أسرع، رحمه الله تعالى، بإصدار فرمانه الشاهاني بولايته، وأنعم على عظمته الملوكية بلقب معز السلطنة، وهو أفخم الألقاب الإيرانية، ورتبة «سردار أرفع»، وهي أعظم الرتب العسكرية الفارسية، وأهداه مع الفرمان سيفا مرصعا بالجواهر الثمينة ووسام شير وخورشيد «الأسد والشمس» من الطبقة الأولى، وأرسل الفرمان مع الوسام والسيف مع وفد مخصوص، فكان لاستقباله وتلاوة الفرمان الشاهاني حفلات حافلة لا يزال يذكرها بالإعجاب أهالي العراق.
أعمال عظمته في إمارته
كانت إمارة عربستان قبل ولاية عظمة السردار أرفع، حفظه الله، ضيقة النطاق، وكان موقفها مضطربا لتفرق كلمة العشائر وتعديات الأتراك والبختياريين المتوالية على حدودها، فشمر عظمة الشيخ المعز عن ساعد الجد مستعينا بذكائه وحزمه ودهائه وكياسته وحسن عزيمته على إخضاع القبائل الناشزة على عرشه ورد غارات المغيرين على حدود بلاده، وكان النصر ملازمه والتوفيق مصاحبه في المجهودات التي بذلها في سبيل صيانة إمارته من مطامع الطامعين ومفاسد المفسدين، وانصرف بعد هذا إلى تنظيم جيوشه وتوفير قوتها، فكان له ما أراد. وعمل بعد هذا على تعمير إمارته وتوفير الراحة والأمان فيها، وإعداد معدات الإثراء لأهلها، فعمل كثيرا وكان الخير به وفيرا.
نامعلوم صفحہ