Doroos Al-Sheikh Hassan Abu Al-Ashbal
دروس الشيخ حسن أبو الأشبال
اصناف
فضل الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة وفضل البقرة وآل عمران والفاتحة
فعند البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود أن النبي ﷺ قال: (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)، وهما من أول قول الله ﷿: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ﴾ [البقرة:٢٨٥] إلى قوله: ﴿فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة:٢٨٦]، ومعنى كفتاه، قيل: كفتاه من قيام الليل، وقيل: كفتاه من مس الشيطان، وقيل: كفتاه في الفضل وغير ذلك كثير، وقال النبي ﵊: (اقرءوا البقرة وآل عمران فإنهما يظللان صاحبهما، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو صفان من طير صواف)، أي: مثل أن يأتي صف طير حمام فيظل من يسير تحته، فكذلك البقرة وآل عمران يأتيان يشفعان للعبد يوم القيامة.
ولذلك في حديث أسيد بن حضير ﵁ الذي كان جميل الصوت، فقد جاء عند البخاري: (قام ليلة يقرأ بسورة البقرة فجالت فرسه)، يعني: كلما قرأ ارتعد الفرس واضطرب، وكان مع أسيد بن حضير ولده الصغير يحيى وكان في مؤخرة رحل الفرس، وخشي على ولده أن تصيبه قدم الفرس، فقال: (فأخذت ولدي وأردت الانصراف غير أني نظرت إلى السماء فوجدت مثل الظلة فيها مصابيح، فارتعد أسيد بن حضير فلما غدا إلى النبي ﵊ قال له: لقد قرأت يا رسول الله حتى جالت فرسي، فكلما سكت سكنت وكلما قرأت جالت حتى خشيت على ولدي يحيى قال: تلك الملائكة، أما إنك لو قرأت حتى أصبحت لأصبح صبيان المدينة ينظرون إليهم عيانًا)، (وكان النبي ﵊ جالس مع جبريل فإذا باب فتح من السماء لم يفتح من قبل قط، فنظر جبريل ﵇ فقال: يا محمد! هذا باب من السماء فتح لم يفتح من قبل، فنزل منه ملك؛ حتى أتى إلى النبي ﷺ وجلس بين يديه، فقال: يا محمد! لقد أوتيت نورين لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، وإنك ما دعوت بحق منهما إلا استجيب لك).
ويقول النبي ﵊ كما في حديث ابن مسعود: (اقرءوا البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)، أي: السحرة، فالبيت الذي يقرأ فيه القرآن وخاصة سورة البقرة لا يمكن أن يدخله الشيطان.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
8 / 15