177

دیا

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

اصناف

اليد: في كلام العرب على معان مختلفة كثيرة، منها ما يراد به الشيء نفسه، ومنها ما يراد به الملك والقدرة، ومنها ما يراد به المنة والعطية.

فأما ما يراد به الشيء نفسه فهو قوله عز وجل: {لما خلقت بيدي} (¬1) أي: لما وليت أنا خلقه دون غيري. واليد صلة في الكلام. وهو مثل قوله تعالى: {ذالك بما قدمت يداك} (¬2) يريد: ما قدمت أنت أيها العبد. ويقال في اللغة: هذا ما جنته يداك. /79/ ومثله {فبما كسبت أيديكم} (¬3) . وقال الشاعر:

سأبكيك للدنيا وللدين ... إنني ... رأيت يد المعروف بعدك ... شلت (¬4)

وإنما يريد المعروف نفسه، وكذلك قوله عز وجل: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينآ أنعاما} (¬5) أي: خلقنا نحن.

وأما اليد التي يراد بها الملك فقولهم: المال في يد فلان، والمال الأمر (¬6) ، ونحو ذلك، يريدون فلانا لذلك مالك، وعليه قادر.

وأما اليد التي يراد بها المنة والعطية فهو قول القائل: لي عندك يد ولك عندي مثل ذلك، يعني: نعمته ومنته، وتصديق ذلك قوله عز وجل: {إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم} (¬7) يعني: منة الله فوق منتهم، ألا ترى إلى قوله تعالى: {قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم} (¬8) . واليد: النعمة السابغة وهي الأيادي.

صفحہ 181