وأما العين التي يراد بها الدلالة فهو قولهم: هذا عين العدو، وهذا عين الخليفة، ويريدون بالعين هاهنا: الإنسان نفسه.
وأما العين التي يراد بها الجودة فهو قولهم: هذا عين مالنا وإبلنا وبقرنا وغنمنا، وعين السوق، يريدون: هذا خير مالنا، وخير شيء في سوقنا.
ويقال أيضا: لكل شيء عين، ألا ترى أنهم يقولون: عين من الأعيان مثل: شيء من الأشياء؟.
فصل [تأويل العين في حق الله تعالى]
وأما تأويل قوله عز وجل : {ولتصنع على عيني} فقد قال ابن عباس: لتربى بكلاءتي. وقال غيره: على علمي وحفظي. وقال المفضل (¬1) : تربى وتغذى على عيني، أي: بمرأى مني، لا أكلك إلى غيري. يقال: صنعت الصبي والفرس إذا أحسنت غذاءه حتى يستوي. قال زهير يصف فرسا:
تميم صنعناه فأكمل ... صنعه ... فتم وعزته يداه ... وكاهله (¬2)
وقال أبو عبيدة (¬3) : {على عيني} أي: على ما أريد وأحب، وأنشد في صفة درع:
وقد نسجت على عيني (¬4)
أي: على ما أحببت وأردت. كذلك {تجري بأعيننا} معناه: بحفظنا وعلمنا، حيث لا يخفى علينا مكانها. وكذلك {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا} (¬5) كل هذا على الحفظ والمشاهدة والكلاءة. والأشياء كلها بعون الله وبنظره على الإحاطة بها لا على الجارحة، تعالى الله علوا كبيرا.
[معنى اليد في حق الله تعالى]
صفحہ 180