[٣٦]
كان الحصين بن [أبي] الحر العنبري عاملا لعبيد الله بن زياد على ميسان خمس سنين أو زيادة، وكان صديقا لأبي الأسود، فكتب إليه أبو الأسود يعرض له بالحذيا في كتابه [١٣ / ب] فلما انتهى كتاب أبي الأسود إليه تهاون به ولم ينظر فيه، وشغلته الجباية ومن عنده عنه، فرجع إليه رسوله فأخبره بالذي كان من جفائه وتهاونه بكتابه، فقال أبو الأسود في ذلك:
الطويل
١ - أَلا ابلِغا عَنّي حُصَينًا رِسالَةً ... فَإِنَّكَ قَد قَطَّعتَ أُخرى خِلالِكا
٢ - رَأَيتَ زَمانًا قَطَّعَ الناسُ بَينَهُم ... عُرى الحَقِّ فيهِ فاقتَدَيتَ بِذالِكا
ويروى: "برايكا" وهو أجود.
٣ - فَلَو كُنتُ إِذ خُبِّرتُ أَنَّكَ عامِلٌ ... بِمَيسان تُعطي الناسَ مِن غَيرِ مالِكا
أي: من مال السلطان، لأنه لا يخرج من ماله شيئا.
1 / 105