[١ / أ]
شعر أبي الأسود الدؤلي ثم الليثي
صنعه
أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري
رواية
أبي القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى بن زكريا الدقاق
عن
أبي الخطاب العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات
عن السكري
سماع
للعباس بن أحمد بن موسى بن أبي مواس.
1 / 35
[١ / ب]
بسم الله الرحمن الرحيم
عونك يا الله
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى بن زكريا الدقاق قراءة عليه ببغداد في المسجد الجامع بمدينة المنصورة في يوم الجمعة بعد الصلاة لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ست وثمانين وثلاثمائة قال:
أخبرنا أبو الخطاب العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات اجازة قال:
أخبرنا أبو سعيدالحسن بن الحسين السكري وقرأته عليه في المحرم سنة ثمان وثمانين ومائتين قال:
أخبرني محمد بن حبيب عن أبي عمرو وابن
1 / 37
الأعرابي.
قال:
وقد قرأته أيضا علي أحمد بن أبي علي ثعلب وعارضت كتابه.
وعارضت كتاب أبي عمرو الشيباني من كتاب محمد بن الحسن بن السري - مولى للطائيين من أهل بادوريا - وكان رواية:
قال أبو عمرو:
1 / 38
[١]
كان من حديث أبي الأسود - واسمه: ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، فيما زعم لي غير واحد من الثقات
انه لما أسن وكبر كان يكثر الركوب إلي المسجد الجامع والسوق، ويزور صديقه، فقال له رجل: يا أبا الأسود، أراك تكثر الركوب وقد رققت وكبرت ولا أحسب لزومك لمنزلك إلا أودع لك فقال أبو الأسود: صدقت ولكن الركوب يشد بضعتي، وأسمع من الخبر ما لا أسمع في بيتي، وأستنشي الريح وألقى الإخوان، ولو جلست في بيتي اعتر بي أهلي - أي: سقطت هيبتي - واستأنس بي الصبي، واجترأت علي الخدام، وكلمني من أهلي ما يهاب كلامي، لألفهم إياي وجلوسي عندهم، حتى لعل العنز أن تبول علي فلا يقول لها احد: هس.
وكان أدراجه وطريقه الذي يسلك إلى المسجد والسوق في دور
1 / 39
بني تيم اللات بن ثعلبة، وكان فيهم رجل متفحش يكثر الاستهزاء بمن مر به، فمر به أبو الأسود في بعض ما كان يمر، فلما رآه التيمي قال: كأن وجه أبي [٢ / أ] الأسود وجه عجوز راحت إلى أهلها بطلاق.
فأضحك القوم، واعرض عنه أبو الأسود، فقال أبو الأسود، حين رجع إلى أهله:
الطويل
١ - وَأَهوَجَ مِلجاجٍ تَصامَمتُ قيلَهُ ... أَن اِسمَعَهُ وَما بِسَمعيَ مِن باسِ
الذي يركب رأسه جهلا.
٢ - وَلَو شِئتُ ما أَعرَضتُ حَتّى أَصَبتُهُ ... عَلى أَنفِهِ خَدباءَ تَعضِلُ بِالآسي
خدباء: ضربة قاطعة.
٣ - فَإِنَّ الِلسانَ لَيسَ أَهوَنُ وَقعِهِ ... بِأَصغَرَ آثارًا مِنَ النَحتِ بِالفاسِ
٤ - وَذي إِحنَّةٍ لَم يُبدِها غَيرَ أَنَّهُ ... كَذي الخَبلِ تَأبى نَفسُهُ غَيرَ وَسواسِ
٥ - صَفَحتُ لَهُ صَفحًا طَويلًا كَصَفحِهِ ... وَعَيني وَلا يَدري عَليهِ وَأَحراسي
٦ - وَعندي لَهُ إِن ثار فَوَّارُ صَدرِهِ ... فَحًا جَبَلِيٌّ لا يَعودُ لَهُ الحاسي
1 / 40
الفحا: الأبزار، الفلفل وما أشبهه.
٧ - تَنَقَّيتُهُ مِن كُلِّ مُرٍّ فَمِزتُهُ ... لِكُلِّ عُضاليٍّ مِنَ الداءِ نَكّاسِ
مزته: انتقيت بعضه من بعض، يقال: مز هذا من هذا أي أنتقه وتخيره. والعضالي: الشديد.
والنكاس: الذي ينتكس فيه صاحبه مرة بعد مرة
٨ - شِفاءً وَتنجيزًا مَتى يَلتَبِس بِهِ ... يُعالِجُ بَرءً لا يُريبكَ أَو ياسِ
التنجيز: إنفاذ الأمور.
٩ - وَخَبٍّ لُحومُ الناسِ أَكثَرُ زادِهِ ... كَثيرِ الخَنى بَعدَ المَحالَةِ هَمّاسِ
الخب: الخبيث. و" لحوم الناس أكثر زاده" يقول: هو يقع في الناس. والخنى: كلام السوء. والمحالة: أن يمحل به عند السلطان حتى يشيط بدمه. الماحل: النمام. والهماس: الذي ينالني منه ما أكره، قال ابن حبيب: الهمس الفعل الخفي.
١٠ - تَرَكتُ لَهُ لَحمي وَأَبقَيتُ لَحمَهُ ... لِمَن نابَهُ مِن حاضِر الجِنِّ والناسِ
١١ - [٢ / ب] فَكَدَّ قَليلًا ثُمَ صَدَّ كَأَنَّما ... يَعُضُّ بِصُمٍّ مِن سَدى جَبَلٍ راسي
1 / 41
كد: عمل. والسدى - ها هنا - الحجارة الملساء التي في منبتها نتوء عن الجبل، والسدي: البلح. والرواسي: الثابت.
ثم إن أبا الأسود مر عليهم أيضا بعد ذلك، والرجل في القوم فقال: كأن غضون قفا أبي الأسود الفقاح. فأقبل عليه فقال: هل تعرف فقحة أمك فيهن؟ . فأفحم الرجل فلم يعد له بشيء.
1 / 42
[٢]
كان أبو الأسود خطب امرأة من عبد القيس يقال لها: أسماء بنت زياد بن غنيم فأسر أمرها إلى صديق له من الأسد يقال له الهيثم بن زياد. وكان ابن عم لأسماء يخطبها، ولها مال عند ابن عم لها، فكانت تريد قبضه ثم تزوج ابا الأسود. وإن الهيثم بن زياد ذكر أمر أبي الأسود لامرأته، فشهدت مأتما في عبد القيس فحدثت عن خطبة أبي الأسود أسماء، فنما الحديث حتى بلغ بني عمها، فضاروها وحالوا بينها وبين مالها
واسم الأزد: دراء وإنما سمي الأسد لأنه لم يكن يفد عليه أحد إلا أسدى إليه معروفا فإذا سئل قال: أسدى إلي دراء يدا فسمي الأسد بذلك.
فقال أبو الأسود في ذلك:
الطويل
١ - لَعَمري لَقَد أَفشَيتُ يَومًا فَخانَني ... إِلى بَعضِ مَن لَم أَخشَ سِرًّا مُمَنَّعا
1 / 43
٢ - فَمَزَّقَهُ مَزقَ العَما وَهوَ غافِلٌ ... وَنادى بِما أَخفَيتُ مِنهُ فَأَسمَعا
العماء: المطر يقود السحاب قال العلماء من السحاب: الرقيق
٣ - فَقُلتُ وَلَم أَفحَش لَعًا لَكَ عاليًا ... وَقَد يَعثرُ الساعي إِذا كانَ مُسرِعًا
٤ - فَلَستُ بِجازيكَ المَلامَةَ إِنَني ... أَرى العَفوَ أَدنى لِلسَّداد وَأَوسَعا
٥ - وَلَكِن تَعلَّم إِنها عَهدُ بَينِنا ... فَبِن غَيرِ مَذمومٍ وَلَكِن مودَّعا
أي: هي آخر العهد، أي ودعت صحبتك تركتها يقول انقطع مني على مجاملة غير مذموم أي قبل أن أذمك على تضييع سري.
٦ - حَديثًا أَضَعناهُ كِلانا فَلَن أُرى ... وَأَنتَ نَجيًّا آخِرَ الدَهرِ أَجمَعا
يقول: لن يراني الناس وإياك نتناجى آخر الدهر بعد تضييعك سري، والمناجاة: المسارة.
٧ - وَكُنتَ إِذا ضَيَّعتَ سِرَّك لَم تَجِد ... سِواكَ لَهُ إِلّا أَشَتَّ وَأَضيَعا
1 / 44
[٣]
وقال أبو الأسود في ذلك أيضا:
الطويل
١ - أَمِنتُ عَلى السِرِّ امرَءً غَيرَ حازِمٍ ... وَلَكِنَّهُ في النُصحِ غَيرُ مَريبِ
٢ - أَذاعَ بِهِ في الناسِ حَتّى كَأَنَّهُ ... بِعَلياءَ نارٌ أُوقِدَت لِثقوبِ
يقال: ثقبت النار: إذا طرحت عليها الحطب ليرتفع لهبها.
٣ - وَكُنتَ مَتى لا تَرعَ سِرَّكَ تَنتِشر ... فَوارِعُهُ مِن مُخطىءٍ وَمُصيبِ
فوارعه: أعاليه
٤ - فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمؤتيكَ نُصحَهُ ... وَما كُلُّ مؤتٍ نَصحَهُ بِلبيبِ
٥ - وَلَكِن إِذا ما استَجمَعا عِندَ واحِدٍ ... فَحقٌّ لَهُ مِن طاعَةٍ بِنَصيبِ
1 / 45
٦ - وَإِنَّ امرَءً قَد جَرَّبَ الناسَ لَم يَخف ... تَقَلُّبَ عَصرَيهِ لَغَيرُ لَبيبِ
٧ - فَلا تَيأَسَنَّ الدَهرَ مِن ودِّ كاشِحٍ ... وَلا تَأمَنَنَّ الدَهرَ صَرمَ حَبيبِ
٨ - إِذا المَرءُ أَعيا رَهطَهُ في شبابِهِ ... فَلا تَرجُ مِنهُ الخَيرَ عِندَ مَشيبِ
1 / 46
[٤]
كان لأبي الأسود صديق من بني تميم ثم أحد بني سعد يقال له: مالك بن الأصرم، وكانت بينه وبين ابن عم له خصومة في دار له. وأنهما اجتمعا عند أبي الأسود فحكماه بينهما، فقال له خصم صديق أبي الأسود: إني قد عرفت الذي يبينك وبين هذا وأرجو أن لا يحملك ذلك على أن تحيف علي بشيء. وكان الرجل محقا فقضى له أبو الأسود على صديقه فقال صديقه والله ما بورك لي في عملك وفقهك حين تقضي علي. فقال أبو الأسود في ذلك:
الطويل
١ - إِذا كُنتَ مَظلومًا فَلا تُلفَ راضيًا ... عَن القَومِ حَتّى تَأَخُذَ النِصفَ واغضَبِ
٢ - [٣ / ب] فَإِن كُنتَ أَنتَ الظالِمَ القَوم فاطَّرِح ... مَقالَتَهُم وَاشغَب بِهِم كُلَّ مَشغبِ
أي: دعهم وما يقولونه واعمل أنت ما تحب.
٣ - وَقارِب بِذي جَهلٍ وَباعِد بِعالِمٍ ... جَلوبٍ عَلَيكَ الحَقَّ مِن كُلِّ مَجلَبِ
1 / 47
٤ - فَإِن حَدَبوا فاقعَس وَإِن هُم تَقاعَسوا ... ليَستمكِنوا مِمّا وَراءَكَ فاحدَبِ
الحدب: الإشفاق. والتقاعس: التأني عن فعل الشيء ومنه سمي "مقاعس" لأنه تقاعس عن بني سعد ولم يحضر الصلح.
وأحدب: أشفق أي أشفق أن يخرج من يدك شيء.
٥ - وَلا تَدعُني لِلجورِ واصبِر عَلى الَّتي ... بِها كُنتُ أَقضي لِلبَعيدِ عَلى أَبي
٦ - فَإِنّي اِمرؤٌ أَخشى إِلَهي وَأَتَّقي ... مَعادي وَقَد جَرَّبتُ ما لَم تُجَرِّبِ
1 / 48
[٥]
كان أبو الأسود أراد الشخوص إلى فارس في قبل الشتاء وذلك مع خروج ابن الزبير فقال له بعض إخوانه: لا تشخص يومك هذا فإنك شات وقد ترى أمر الناس وفساد سبيلهم فأقم حتى ترى من رأيك ويبلغك عن الطريق صلاح وينصرم الشتاء فإني أخشى عليك خصالا غير واحدة فقال أبو الأسود:
الطويل
١ - إِذا كُنتَ مَعنيًّا بِأَمرٍ تُريدُهُ ... فَما لِلمَضاءِ وَالتَوكُّل مِن مِثلِ
٢ - تَوكَّل وَحَمِّل أَمرَكَ اللَهَ إِنَّ ما ... يُرادُ لَهُ آتيكَ أَنتَ لَهُ مُخلِ
أي: خلو لا شيء يحول بينه وبينك.
٣ - فَلا تَحسَبنَّ السَيرَ أَقرَبَ لِلرَدى ... مِنَ الخَفضِ في دارِ المُقامَةِ والثَملِ
الثمل: بقايا الطعام في البطن، والثمل: العيش، والثميلة من هذا يقول: لا تحسب أن السير يقرب الموت فالأجل له مدة عنده يأتيك الموت، وإن كنت في نعمة من عيشك ومطعم ومشرب فهو
1 / 49
آتيك حيث كنت مقيما كنت أو مسافرا في الوقت المقدر لك
٤ - وَلا تَحبِسَنّي عَن طَريقٍ أُريدُهُ ... بِظَنِّكَ إِنَّ الظَنَّ يَكذِبُ ذا العَقلِ
٥ - [٤ /أ] فَإِنّي مُلاقٍ ما قَضى اللَهُ أَنَّني ... مُلاقٍ فَلا تَجعَل لَكَ العِلمَ كَالجَهلِ
٦ - فَإِنَّكَ لا تَدري وَإِن كُنتَ مُشفِقًا ... عَليَّ أَبَعدي ما تُحاذِرُ أَم قَبلي
٧ - وَكائِن تَرى مِن حاذِرٍ مُتَحَفِّظٍ ... أُصيبَ وَأَلفَتهُ المَنيَّةُ في الأَهلِ
1 / 50
[٦]
كان رجل من بني سليم بن منصور يقال له: نسيب بن حميد كان يغشى أبا الأسود في منزله ويتحدث إليه في المسجد إذا جلس فكان نسيب يقول لأبي الأسود كثيرا: ما أحد من قومي ولا من غيرهم بآثر عندي منك وربما طلب الحاجة فيركب معه أبو الأسود فيها. فأصاب نسيب مستقة أصبهانية مخملة فذكرها لأبي الأسود وقال قد حدثت نفسي ببيعها فقال له أبو الأسود: أرسل بها إلي أنظر إليها. فأرسل بها نسيب إليه فأعجبت أبا الأسود فقال: بعنيها بقيمتها قال لا بل أكسوكها فأبى أبو الأسود أن يقبلها فأراها فقيل له: ثمن مائتي درهم وخمسين درهما فقال أبو الأسود: ما أظن بها غلاء وإنها لمن حاجتي فأبى وقال: خذها - إذا - هبة فقال أبو الأسود في ذلك:
الكامل
١ - بِعني نُسَيبُ وَلا تَهَب لي إِنَّني ... لا أَستَثيبُ وَلا أُثيبُ الواهِبا
٢ - إِنَّ العَطيَّةَ خَيرُ ما وَجَّهتَها ... وَحَسِبتَها حَمدًا وَأَجرًا واجِبا
1 / 51
٣ - وَمِنَ العَطيَّةِ ما يَعودُ غَرامَةً ... وَمَلامَةً تَبقى وَمَنًّا كاذِبا
٤ - وَبَلوتُ أَخلاقَ الرِجالِ وَفِعلَهُم ... فَشَبِعتُ عِلمًا مِنهُمُ وَتَجارِبا
٥ - فَأَخَذتُ مِنها ما رَضيتُ بِأَخذِهِ ... وَتَرَكتُ أَكثَرَ ما هُنالِكَ جانِبا
٦ - فَإِذا وَعَدتُ الوَعدَ كُنتُ كَغارِمٍ ... دَينًا أَقَرَّ بِهِ وَأَحضَرَ كاتِبا
٧ - حَتّى أُنَفِّذَهُ كَما وَجَّهتُهُ ... وَكَفى عَليَّ لَهُ بِنَفسي طالِبا
٨ - وَإِذا فَعَلتُ فَعَلتُ غَيرَ مُحاسَبٍ ... وَكَفى بِرَبِّكَ جازيًا وَمُحاسِبا
[٤ / ب] أي لا أحاسب على ذلك والحساب من الله ﷿ في هذا الموضع: جزاء
٩ - وَإِذا مَنَعتُ مَنَعتُ مَنعًا بَيِّنًا ... وَأَرَحتُ مِن طولِ العَناءِ الراغِبا
١٠ - لا أَشتَري الحَمدَ القَليلَ بَقاؤُهُ ... يَومًا بِذَمِّ الدَهرِ أَجمَعَ واصِبا
1 / 52
[٧]
وإن أبا الأسود لقي نسيبا فأنشده هذه القصيدة فتضاحك لها وقال: لو كنت بائعها من أحد من الناس بعتكها يا أبا الأسود فقال أبو الأسود في ذلك أيضا:
المتقارب
١ - أَرَيتَ امرَءً كُنتُ لَم أَبلُهُ ... أَتاني فَقالَ اِتَّخِذني خَليلا
٢ - فَخالَلتُهُ ثُمَ أَكرَمتُهُ ... فَلَم أَستَفِد مِن لَدُنهُ فَتيلا
٣ - وَأَلفَيتُهُ حينَ جَرَّبتُهُ ... كَذوبَ الحَديثِ سَؤولًا بَخيلا
٤ - فَذَكَّرتُهُ ثُمَّ عاتَبتُهُ ... عِتابًا رَفيقًا وَقولًا جَميلا
1 / 53
٥ - فَأَلفَيتُهُ غَيرَ مُستَعتِبٍ ... وَلا ذاكِرَ اللَهَ إِلّا قَليلا
٦ - أَلَستُ حَقيقًا بِتَوديعِهِ ... وَإِتباعِ ذَلِكَ صَرمًا طَويلًا
1 / 54
[٨]
كان علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - استعمل أبا الأسود على البصرة واستعمل زياد بن أبي سفيان على الديوان والخراج. وإن زيادا جعل يسبع أبا الأسود عند علي وينعى عليه فلما بلغ ذلك أبا الأسود قال:
الطويل
١ - رَأَيتُ زِيادًا يَجتَويني بِشَرِّهِ ... وَأُعرِضُ عَنهُ وَهوَ بادٍ مَقاتِلُه
أي يطلب من شرا
٢ - وَكُلُّ امرىءٍ واللَهُ بِالناس عالِمٌ ... لَهُ عادَةٌ قامَت عَلَيها شَمائِلُهُ
٣ - تَعَوَّدَها فيما مَضى مِن شَبابِهِ ... كَذَلِكَ يَدعو كُلَّ أَمرٍ أَوائِلُه
٤ - وَيُعجِبُهُ صَفحي لَهُ وَتَحمُّلي ... وَذو الجَهلِ يُحذي الفُحشَ مَن لا يُعاجِلُه
يعطيه ابتداء
1 / 55