وجه كلمح البرق غاض وميضه # قلب كصدر العضب فل مضاؤه (1)
حكم البلى فيه، فلو يلقى به # أعداءه لرثى له أعداؤه
إن الذي كان النعيم ظلاله # أمسى يطنب بالعراء خباؤه
قد خف عن ذاك الرواق حضوره # أبدا، وعن ذاك الحمى ضوضاؤه
كانت سوابقه طراز فنائه # يجلو جمال روائهن رواؤه (2)
ورماحه سفراؤه، وسيوفه # خفراؤه، وجياده ندماؤه (3)
ما زال يغدو، والركاب حداؤه، # بين الصوارم والعجاج رداؤه
انظر إلى هذا الأنام بعبرة # لا يعجبنك خلقه وبهاؤه (4)
بيناه كالورق النضير تقصفت # أغصانه وتسلبت شجراؤه (5)
أنى تحاماه المنون، وإنما # خلقت مراعي للردى خضراؤه
أم كيف تأمل فلتة أجساده # من ذا الزمان، وحشوها أدواؤه (6)
لا تعجبن، فما العجيب فناؤه # بيد المنون، بل العجيب بقاؤه
إنا لنعجب كيف حم حمامه، # عن صحة، ويغيب عنا داؤه (7)
من طاح في سبل الردى آباؤه، # فليسلكن طريقه أبناؤه
صفحہ 33